المقــدمــة

عندما فكرت في كتابة هذا الكتاب عندما كان أولادي يسألونني كيف كانت الحياة في الكويت بالماضي كنت أخذ الوقت الطويل وأنا اشرح لهم أحاول قدر المستطاع أن احدد لهم الأماكن أقول أن هنا كان يعيش فلان وفي هذا المكان كان مسقط رأسي وهناك ملعب طفولتي

فتساءلت في نفسي بأن هناك كثير من الأباء توجه لهم مثل الأسئلة التي يسألها أولادي وان هناك كثير من أبنائنا لا يعرفون حتى القليل عن داخل السور في الماضي وكيفية الحياة داخل الديرة ووجدت انه لزام علي أن أعطى صوره مبسطه عن الحياة في الكويت داخل السور لكي اسهل الأمر على الأباء ويعودا إلى ذكرياتهم في الديره وكذلك أبنائنا حتى يعرفوا كيف كانت حياة أجدادهم في داخل السور .

فذهبت إلى كتب التاريخ فأخذت اقلبها لعلني أجد فيها مبتغاي ولكن لم أجد فيها كتاب واحد يتطرق عن كيفية الحياة ونمطها ولكن وجدت أن هناك كثير من الكتاب الذين تطرقوا لموضوع الكويت قد كتبوا وبإسهاب كبير عن تاريخ الكويت ونشأتها وقدوم حكامها أسرة الصباح أليها بإسهاب كبير وبما أن تاريخ الكويت شبع بحث ودراسة من العديد من الباحثين والمختصين فأنني هنا سأسلك طريقا أخر حيث إنني لن أكتب عن تاريخ الكويت كا دوله وإنما سوف أتطرق بالدرس المبسط إلي وضع مدينه الكويت قبيل اكتشاف البترول وسوف اركز الدراسة على الحياة في مدينة الكويت نفسها فقط ولن اخرج خارج السور إلا في حالات النادرة حيث الشرح يستدعي مثل ذلك الأمر أي أنني سوف أكون داخل السور قدر المستطاع

فموضوع الحياة داخل السور لم يتطرق له ألا قليل من الكتاب وبصوره موجزه ولهذا فأني كتابتي سوف تتطرق الحياة اليومية خلال فتره حكم الشيخ احمد الجابر الصباح حيث إنها في رأي المتواضع هي فترة مخضرمة وهي الفترة المثالية للدراسة فهي الحقبة الانتقالية التي تحولت فيها الكويت لكي تكون كيان سياسي بارز يؤثر ويتأثر في المجريات السياسية الدولية للمنطقة بالإضافة إلى أنها مرحلة تجمع فيها القديم والحديث في وقت واحد في هذا الكتاب سوف أتطرق إلى نشأت مدينه الكويت والأسماء التي أطلقت عليها كذلك ومراحل نموها والأسوار التي بنيت حولها وأحيائها واهم الحرف التي امتهنا الكويتيون ثم بعد ذلك الحياة السياسية .

لقد جرت العادة عند كثير الكتاب عندما يتكلمون عن الكويت فأنهم يشيرون إلى نشأت الكويت وكذلك يشيرون إلى هجرة العتوب وكيفية وصولهم إلى الكويت وتولى أسرة الصباح الحكم فيها وحيث أن تاريخ تولى أسرة الصباح قد كتب من المئات من المؤلفين وقد شبع هذا الموضوع طرحا واصبح معروفا لدى الجميع فأنني لن أتطرق أليه ولكن سوف أمر عليه بصورة عابرة حيث أن الظروف التاريخية تلزمني بان أشير أليه حيث إنني سوف أتطرق إلى المواضيع الاتية :

1-مدينه الكويت

ا- تأسيسها

ب- أسوارها

ج- أحيائها السكنية

د- البيوت والمنازل

ه- الأسواق و المواني

ح- الحرف والمهن

ط- بعض الكلمات والمفردات القديمة

2 – المناخ وحالة الجو

3– مصادر المياه

4- التجارة الدولية

5- الغوص وصيد السمك

6 – أنواع السفن

7 نظام الحكم والأوضاع السياسية.

8- الفنون الشعبية

هذه هي أهم المواضيع التي سوف أتطرق لها في هذه الدراسة والتي اعتقد أنها تهم الشباب ومعرفتهم للحياة في بلدهم سابقا

إنني ارجوا من الله العلي القدير أن يعينني في أن أعطى صورة صحيحه جلية وواضحة للحياة الكويتية القديمة في داخل السور

والله المستعان

مدينه الكويت

تأسيس الكويت

من يشاهد الكويت اليوم لابد وان يدرك في أنها مرت بالعديد من المراحل خلال فترة نموها منذ إنشائها وحتى يومنا الحاضر مثلها مثل أي مدينة أخرى في موجودة في هذا العالم ولكن هناك العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير من الكويتيين منها علي سبيل المثال هذه الأسئلة:-

في إي سنه ظهرت الكويت على الوجود ومن الذي أسسها؟

ما هي المراحل النمو والتطور التي مرت بها الكويت ؟

كيف كانت الحياة في السابق بهذه المدينة?

وغيرها من هذه الأسئلة

ولكي نجيب على هذه الأسئلة لابد و أن تكون إجابتنا على هذه الأسئلة من مصدر رسمي وموثق .وليس هناك شخص يعتد بكلامه اكثر من رأس هذه البلد والذي تعتبر رسائله ومخاطباته وثائق رسميه هامة للدولة ويعتد بها خصوصا في حالة مثل حالة تاريخ الكويت وفي اعتقادنا بأنه لا يوجد مصدر رسمي يؤرخ تأسيس الكويت أقوى من الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت حيث انه عاش في فترة قريبه من ظهور الكويت وشخصيه كبيره وقويه مثل الشيخ مبارك لابد وان يكون لديه العلم والمعرفة الشيء الكثير عن نشأة الكويت وذلك بحكم كونه حاكم للكويت والذي تقلده من عام 1896 حتى عام 1915 .

لقد أشارت المصادر التاريخية بأن الشيخ مبارك الصباح قد بعث برسالة, وهي رسالة جوابية إلى محسن باشا والي البصرة يخبره فيها بأن تاريخ الكويت يعود إلى عام 1022هجري إي ما يوافق 1613ميلاديه وذلك عندما استفسر محسن باشا الوالي العثماني للبصرة عن تاريخ إنشاء الكويت وهذا الرأي قد اعتمد عليه كثير من الكتاب الذين تطرقوا لموضوع الكويت .

لكن الآراء اختلفت حول هذا الموضوع وهو تاريخ تأسيس الكويت ولكن جميع المؤرخين الذين دونوا تاريخ الكويت اتفقوا على خمس نقاط مهمة لم يختلفوا عليها وهذه النقاط هي المدرجة أدناه:

1- أن آسرة بن عرير آل حميد من قبيلة بني خالد هي التي وضعت اللبنات الأولى لقيام مدينة الكويت

2- تقع الكويت ضمن الحدود الشمالية لأمارة ألحسا وليست ضمن الحدود الجنوبية لولاية البصرة

3- أن الكوت كان نواة مدينه الكويت

4- أن الكويت كانت مأهولة بالسكان قبل عام 1710 م

5- صباح الأول اختاره أهل الكويت ليحكم في منازعاتهم

ولكن الاختلاف كان يتركز حول تاريخ بناء الكوت.فقد ذكر المرحوم الأستاذ حسين خلف الشيخ خزعل في كتابه التاريخ السياسي للكويت الجزء الأول بأن باني الكوت هو الأمير براك بن عرير سنة 1669 م بينما يذكر المرحوم أحمد البشر الرومي بان الذي بنى الكوت هو الأمير محمد بن ألاصقه بن عرير وهو أمير بني خالد أنه استخدم هذا الكوت ليكون كمستودع خيرة وتموين الزاد فهؤلاء المؤرخين وغيرهم ذكروا أسماء متعددة من أمراء بني عرير الذين سيطروا على منطقة شمال الاحساء لكن هناك حقيقة ثابتة بأن جميع هؤلاء المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ الكويت قد أكدوا جميعهم ودون استثناء بان أمراء بني عرير هم الذين أقاموا هذا الكوت ولكن الاختلاف كما ذكرنا سابقا كان حول تاريخ البناء حيث أن أقدم تاريخ ورد في هذه المصادر يشير إلى تاريخ البناء للكوت كان عام 1613م وهو ما ذكره الشيخ مبارك الصباح في رسالته إلى والى البصرة وأحدث تاريخ للبناء هو عام 1711م ومع هذا فأن جميع المؤشرات التاريخية تؤكد بان الكويت تأسست قبل نهاية القرن السابع عشر

لقد بدأت الكويت في بادئ الأمر عن مجموعة من الأكواخ الصغيرة تقوم فوق سهل مغطى بالكثبان الرملية المطلة على البحر هذه المجموعة من الأكواخ يقطنها صيادين السمك الذين تركوا البداوة واستقروا في هذا المنطقة ثم تدرجت شي فشيء بالعمران خصوصا بعد أن وفد أليها القبائل البدوية وعلى رأسهم قبيلة عنزه وفخذ العتوب الذين ينحدر منه عائلة الصباح التي تحكم الكويت وتلاهم بعد ذلك غيرهم من القبائل العربية التي وفدت إلى هذه المنطقة بالإضافة إلى الهجرات التي وفدت من من بر فارس والعراق مما أدى إلى اتساع رقعة الموقع حتى أضحت الكويت مدينه كاملة .ولعل الاختلاف في تاريخ بناء الكويت يعود إلى أن من اعتبر تأسيس هذا الأكواخ وبنائها هو بناء الكويت والأخر من اعتبر بناء البيوت التي بنيت من الطين هي البداية الحقيقية لقيام الكويت وكذلك هناك حقيقة ثابتة أيضا وهي أن هناك عائلات موجودة في هذه المنطقة قبل أن يفد عليها العتوب ومن اشهر هذه العائلات التي كانت متواجدة في هذه المنطقة هي عائلة بورسلي وكذلك عائلة المصيبيح والذين كانوا يتولون حراسة كوت أبن عرير بالإضافة إلى امتهانهم حرفة صيد السمك التي كانت تعني لهم توفر الوجبات الغذائية .

ولكن لنتساءل ماذا تعني كلمة الكويت وهل هي كلمة عربيه وإذا لم تكن عربيه فمن أي لغة جاءت ؟ والجواب على هذا السؤال ينحصر في الإجابة التالية :-

كلمة الكويت هذه هي تصغير لكلمة الكوت وهذه الكلمة تعني القلعة أو الحصن أما اصلها فقد اختلف فيه أيضا فمن قال بأنها كلمه بابلية قديمه جاءت من اللغة العراقية القديمة ومن قال بأنها كلمه برتغالية وان كان تحيطه عده بيوت أو مجرى ماء أو بحر ويبنى على هيئة قلعه حتى يمكن الدفاع عنه بكل سهوله و يعتقد الكثير من الناس بان اصلها برتغالي فعندما أحتلت القوات البرتغالية منطقة الخليج أدخلوا بعض من مفردات لغتهم إلى لهجة اهل الخليج وظمن هذه المفردات دخلت هذه الكلمة ضمن مفردات وكلمات الخليجية تأثرا بالبرتغاليين. هذا بالاضافة إلى أن أيضا سكان منطقة جنوب العراق يطلقون اسم الكوت على البيت الذي به صناعات عديدة وتوجد مدينة كبيرة جنوب العراق تسمى الكوت

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الأسم الذي كان يطلق على هذه المنطقة قبل أسم الكويت هل كان هذا الاسم وهو اسم الكويت كان يطلق عليها قبل أنشاء آسرة أبن عرير للكوت وإذا كان لا فما الاسم الذي كان يطلق عليها قبل ذلك ؟

من المؤكد بان اسم الكويت أطلق علي هذه المنطقة متأخرا ولكنها اشتهرت هذه باسم القرين وهذا الاسم من المصادفات العجيبة هو أيضا تصغير لكلمة قرن الحيوان نظرا لوجود تل صغير جدا ومنفرد يقع في منطقه سهليه خالية من المرتفعات وهو يشبه قرن الحيوان في شكله أطلق عليه أهل الكويت اسم النفوذ العود (الكبير) نظرا لوجود مرتفع أخر أصغر منه ويقع إلى الشرق منه سمي بالنفوذ الصغير أو بهيته وهي المنطقة الموجود أمام قصر السيف حاليا والذي يدقق النظر في هذه المنطقة يجد أنها فعلا مرتفعة في المنطقة المقابلة لقصر السيف في المبنى القديم .

كما ذكر العديد من الناس بأن هذه المنطقة كان لها أسم ولكن غير معروف لكثير من الناس وهو أسم (نقرة الزمهرير )

وهذه المنطقة على وجهه العموم منطقة منبسطة فيها الكثير من الكثبان الرملية.هذه المنطقة النائية والبعيدة عن مناطق التوطن السكاني في الجزيرة العربية قام بزيارتها العيد من الرحالة الأجانب أو من عاش على أرضها فتره طويلة مثل الكولونيل البريطاني “فريث ديكسون ” والمعروف عند أهل الكويت باسم أبو سعود حيث كتب كتاب عن الكويت وسماه “الكويت وجيرانها” فلقد تكلم هؤلاء الأجانب عن الكويت في كتبهم بإسهاب و أشاروا إلى أن اسمها القرين فمنهم من نسب هذا الاسم إلى جزيرة القرين القريبة من السواحل الكويتية ومنهم من نسبه إلى التل الصغير كما ذكرنا .

و أول رحاله أجنبي زار الكويت ودون مذكراته عن رحلاته إلى منطقة الخليج هو الرحالة الدنماركي “كارستون نيبور” في سنة 1765 حيث يصف هذا الرحالة الكويت أو القرين حسب ما ذكر بأنها بلد صغير تقع على الخليج والبيوت فيها مبنية من الطين وعدد سكانها يبلغ حوالي (10000)عشرة آلاف نسمه ويمتلك أهلها سفن شراعيه يبلغ عددها حوالي (800) سفينة.

وفي عام 1777 قامت السفينة الإنجليزية “ايجل ” اي النسر بالرسو في المياه الكويتية لدراسة المنطقة فتبين من دراستها أن هذه المنطقة تصلح لان تكون ميناء لرسو السفن وهي ميناء طبيعي يصلح لتجمع القوافل التجارية التي تتاجر مع الهند والصين وهمزه وصل إلى المناطق التجارية في أوربا عبر البلاد العربية .

وبعد مرور أربعة وخمسون عام على زيارة السفينة الإنجليزية اي في عام 1831 قام الرحالة الأوربي ستوكلر أثناء عودته إلى بلده من رحلة قام بها إلى جنوب شرق آسيا بالمرور على الكويت ووصف مدينة الكويت وصفا دقيقا حيث يقول هذا الرحالة عن مدينة الكويت بأنها تقع مباشرة على ساحل الخليج تمتد لمسافة قدرها حوالي ميل واحد وبعمق داخل الصحراء ميل واحد أيضا وهي محاطة بسور مبني من الطين سماكة قدم واحد وبه ثلاث بوابات وخلف هدا السور يوجد خندق به معبران على كل معبر يوجد مدفع وشوارع المدينة عريضة ومتسعة اعرض من شوارع آية مدينه تقع على الخليج وان عدد سكانها يبلغ حوالي (4000)أربعة آلاف نسمه . ومن الملاحظ هنا بأن عدد سكان الكويت قد نقص عدده وهذا النقص جاء نتيجة لانتشار مرض الطاعون الذي أصاب الكويت في عام 1831 وهو ما يعرف “بسنة الرحمة الأولى ” حيث قضى هذا المرض على اكثر من ثلاثة أرباع السكان كما ذكر المرحوم الأستاذ احمد بشر الرومي .

وفي عام 1862 قام رحالة أوربي آخر ويدعى “بل جريف ” حيث وصف مدينة الكويت بأنها ميناء يعج بالحركة التجارية وان عدد سكان المدينة يبلغ حوالي (35000) خمسة وثلاثون ألف نسمه وان بها منازل يبلغ عددها حوالي ثلاثة آلاف منزل و(500) خمسمائة دكان (6) ستة مقاهي والعديد من المخازن التي تبيع الأخشاب والتي كان يطلق الكويتيين في السابق عليها اسم العمارة. ولكن هناك رحالة آخر زار الكويت بعد الرحالة “بل جريف بست سنوات ذكر أن عدد سكان الكويت بين (15000)خمسة عشر ألفا إلى (20000)العشرون ألف نسمه ولعل هذا النقص في عدد السكان يعود إلى أن الكويتيون قد يكونوا في رحلة الغوص أو في رحلة السفر و أن يكون هناك خطاء في تقدير أحد هذان الرحالتان والله اعلم .

لكن في عام 1841 وصل بعض المسئولين الإنجليز ووقعوا اتفاقيه مع الكويت حيث وقع هذه الاتفاقية الشيخ صباح الثاني نيابة عن والده الشيخ جابر الأول وتنص هذه الاتفاقية بان تشترك البلدان اي الكويت وبريطانيا كا دولتين مستقلتين بمكافحة القرصنة وتجارة الرقيق والتهريب في مياه الخليج .وتعتبر هذه الاتفاقية أول اتفاقيه توقعها الكويت كا دولة مستقلة مع بريطانيا وهذا ما يؤكد استقلال الكويت منذ نشؤها ويدحض كل التبريرات التي يدعيها النظام العراقي البائد والمقبور الى الابد أنشاء الله بان الكويت كانت جزء من العراق واقتطعت منه .

وهناك أيضا أثبات تاريخي أخر قدم من الكثير من الكتاب الاجانب وقد تأخذ البعض منا الدهشة من هذا المسمى الذي يمكن أن يكون غريبا ولايمكن لاحد أن يلام على هذه الدهشة وهو أسم ( جمهورية الكويت ) والذي أطلقه النظام العراقي البائد في أول أيام الغزو وكنت أعتقد أن هذا النظام هو أول من أطلق هذه التسمية وأصبحت هذه التسمية بالنسبة لي كا العدو المبين لاأحب أن أرها أو أسمعها . ولكن الدهشة تكون أكبر عندما ترى ذلك الاسم وهو (جمهورية الكويت ) موجود بالعيد من الوثائق التاريخية التي تذكر تاريخ هذه المنطقة والتي كتبها علماء أوربيون جغرافيون مثل ( كارل ريتر) والذي رسم خريطة لشبه الجزيرة العربية في عام (1818) ذكر فيها أسم (جمهورية الكويت ) كما ذكر العالم الجغرافي البريطاني أسم (جمهورية الكويت ) في الاطلس الذي وضعه في عام ( 1874) { انظر كتاب الدكتور يوسف عبد المعطي (الكويت بعيون الاخرين) اصدار مركز البحوث والدراسات الكويتية }

وبغض النظر عن ما قاله جميع الرحالة الأوربيين عن الكويت فأن هناك سؤال يتبادر ألي الأذهان وهو ما هي الأسباب أو العوامل التي جعلت جماعة العتوب تختار هذه المنطقة لكي تستقر بها ؟

هناك عديد من العوامل منها السياسية والعسكرية و العوامل الاقتصادية ثم هناك العوامل الطبيعية التي جعلت هذه المنطقة منطقة استقرار لجماعة العتوب ومن وفد أليها معهم أو بعدهم من الجماعات التي وفدت إلى الكويت .

أولا العوامل السياسية والعسكرية :

أن من حسن حظ العتوب وبالذات آسرة الصباح أن منطقه الخليج في تلك الحقبة من التاريخ كانت تخلو تقريبا من آية قوه في المنطقة ذات فاعليه تستطيع أن تفرض هيمنتها وسيطرتها على دول و إمارات الخليج وذلك بسبب أنهاك القوى العسكرية للقوتين المتناحرتين في منطقة الخليج في تلك الفترة وهما الدولة الفارسية في إيران و الدولة العثمانية المسيطرة على العراق هذا الإنهاك أو الهزال العسكري لم يجعل هاتين الدولتين في أن تكون لهما البصيرة وان تنظرا باهتمام إلى هذه المنطقة وذلك لعدم أهميتها في إستراتيجيتيهما فأوضاعهما الاقتصادية كانت منهكة والأوضاع الداخلية تسودها الثورات وحركات التمرد والعصيان كذلك الأوضاع في الجريرة العربية لم تكن بأحسن حال من الدولتين المجاورتين ولهذا لم تعر اي قوه اهتمام لهذه الجماعات الوافدة لهذه المنطقة ولم تكن محط أطماع وجشع لهما بسبب فقر هؤلاء الوافدين الجدد بل أنها اعتبرتهم من ضمن القبائل الرحل التي تأتي وترحل بحثا عن الكلاء والمرعى للماشية ولم يدر في أذهان آية قوه من هده القوى المتناحرة أن هذه الجماعات سوف تنشئ دوله وتشكل قوة تغير الموازين السياسية والاقتصادية بالمنطقة في المستقبل بالإضافة إلى أن المنطقة كانت خاليه من آية قوة عظمى دوليه تفرض سيطرتها الكلية على هذه المنطقة في تلك الحقبة من التاريخ كما أن المنطقة كانت تحت سيطرة قبيلة الخوالد التي سمحت لهذه الجماعات بالاستقرار في هذه المنطقة الأمر الذي أدى إلى قيام المدن وتطورها ومن ثم ممارسة النشاط التجاري . ولقد ساعد نزوح القبائل ألي الكويت هو وجود حالة من عدم الاستقرار الأمني وحروب القبائل والغزوات في شبه الجريرة العربية كما هو الحال أيضا في الدولة الفارسية و الدوله العثمانية

لقد استطاعت آسرة بني عريعر زعماء بني خالد أن تفرض سيطرتها على المنطقة المطلة على الخليج والتي تمتد من حدود العراق الجنوبية شمالا حتى قطر جنوبا وان تنشر السلام فيها وساعد هذا الاستقرار نمو مدينة الكويت وتحسين أوضاعها الاقتصادية وقيام علاقات تجاريه دوليه مع الدول المجاورة في الخليج وكذلك الدول المطلة على المحيط الهندي .

وعندما آفل نجم آسرة بني عريعر كانت الكويت تبرز بقيادة أسرة الصباح كا نظام اقتصادي متين ومتكامل يرتبط بعلاقات اقتصادية وتجاريه قويه مع دول المنطقة وقيام علاقات سياسية مع القوى العظمى و اصبحت الكويت بفضل هذا التطور محط أطماع كثير من القوى المحلية والدولية

العوامل الاقتصادي :

كان القحط والجفاف الذي أصاب الجزيرة العربية ومنطقة الخليج من أهم الأسباب التي أدت إلي هجرة كثير من القبائل العربية والجماعات الغير العربية من أن تشد رحالها وتفد إلى الكويت حيث أن موقع الكويت كان منذ القدم طريق القوافل أتجاريه التي كانت تأتي من الهند والصين إلى العراق والشام وكذلك أوربا حيث كان الطريق كان يمر بالجهراء ومنطقة كاظمة وبدون شك فأن مرور هذا الخط التجاري قد أفاد الكويت من الناحية الاقتصادية فقد أصبحت سوق لكثير من البضائع التي تستورد من الخارج ويعاد تصديرها إلى داخل الجزيرة العربية والعراق . كذلك انتقال مكاتب شركة الهند الشرقية الانجليزيه في عام 1775 من مدينة البصرة بعد احتلالها من قبل الدولة الفارسية إلى الكويت قد ساعد على تطور النشاط الاقتصادية كما أن الكويت أصبحت خط هاما للبريد الدولي وبريد شركة الهند الشرقية وانتقال خطوط التجارة الهندية من خطها المعتاد بالحساء إلى شمال الجزيرة العربية بالكويت هذه الأحوال الاقتصادية مكنت جماعة العتوب في الاستقرار وعدم رغبتها في الانتقال إلى أماكن أخرى كما جرى لهم سابقا وذلك بعد هجرتهم من منطقة الهدار في وسط الجزيرة العربية .وبسبب العوائد الاقتصادية الكبيرة والمغرية فانهم دخلوا في معمعة التجارة الدولية ولذلك فأنهم بنوا لهم أسطول بحري خاص بهم ينقل البضائع إلى مواني الخليج ولكن في عام 1790 فرضت السلطات العمانية الضرائب والمكوس التي يجب أن تدفع إلى سلطان عمان مما أدى إلى ارتفاع تكاليف البضائع مما حدى بالسفن الكويتية بالتوجه مباشرة إلى المواني الهندية دون الرسو في المواني العمانية تفاديا لدفع الضرائب التي تطلبها السلطات العمانية واستطاع الأسطول الكويتي أن ينقل اكثر من نصف البضائع التي ترد إلى مواني الخليج في ضفتيه الشرقية والغربية

العوامل الطبيعية:

أن من أهم العوامل لقيام المدن هو وجود الماء فبدون الماء لا يمكن لأي مدينه أن تقام أو تنشأ ولهذا فان هذه المنطقة وجدت بها بعض آبار المياه الموجودة بالقرب من الكوت بالإضافة إلى آبار أخرى ليست بعيدة عنها مثل آبار الشامية والعديليه وغيرها من الابار الموجوده بالقرب من الكويت وكانت مياه هذه الابار تتواجد على اعماق قريبه من سطح الارض وكانت كمية المياه لهذه الابار تكفي لسد احتيج السكان في ذلك الوقت الذي كانت اعداده قليله. فطبيعة الارض الرمليه شكلت بسبب مساميتها مخازن لمياه الامطار التي تسربت في جوف الارض كما ان سيول الامطار قد لعبت دورا كبيرا حيث انها كانت تملأ المنخفظات بالمياه وتشكل الخباري التي يستفاد منها فترة طويله من الوقت قبل ان تتبخر او تتسرب الي جوف التربه . فقد ساعدت الامطار في المواسم التي تتكاثر بها الى وجود مناطق رعويه تصلح لرعي الاغنام والابل قريبه من الكوت .

وجود هذه المنطقه على الخليج ووجود جون الكويت الذي هو ميناء طبيعي يمتاز بعمق المياه التي تمكن السفن من الرسو على شواطئ الكويت قد ساعد على تكوين اسطول بحري يجوب البحار كما كون الجون منطقه محميه تصد الاتربه والغبار الذي يتصاعد بفعل الرياح والعواصف .كما ان مدينة الكويت قد انشئت على ربوه عاليه اعلى من منسوب مستوى سطح البحر مما حمى المدينه من وصول مياه البحر اليها اثناء العواصف او حتى المد العالي للبحر .كل هذه العوامل قد ساعدت الكويت على ان تنمو وتتطور على مر السنين .

الاسوار

من الطبيعي كان ان تأخذ الكويت احتياطاتها تحسبا من اي هجمات او غزو القبائل بسبب انعدام الامن في شبه الجريرة العربية وكان من الضروري ان تقوم بجميع الوسائل التي تكفل الحماية لها وكان خير وسيلة متاحه لها لمنع العدوان هو قيامها ببناء أسوارا تدرأ عنها شرالهجمات المباغته ولذلك فأن الكويت خلال تاريخها الماضي قامت ببناء ثلاث اسوار فكل سور من هذه الاسوار أخذ فترة زمنية محددة ومن ثم ينتهي وتنتهي الحاجة له .

ومن هنا لابد أن نعرف كل سور من هذه الاسوار بصورة واضحة أن أمنكن بما يتوفر لدينا حاليا من معلومات

السور الاول:

يختلف هذا السور كلياعن الاسوار التي سوف تليه من حيث التصميم والشكل وإذا جاز لنا ان نطلق على الحوائط التي تبنى وتغلق المنافذ والطرق الخارجيه كلمة سورفمن الممكن أن نسمي هذا الشكل سورا ولكن هذا الوضع في واقع الامر ليست سورا بالمعنى المتعارف عليه لا من حيث الشكل ولا من حيث التصميم فهذا الذي يسمى سورا هو في واقع الامرعباره عن حوائط صغيره تبنى في الطرقات والممرات المؤديه الى خارج المدينه والتي هي بين البيوت فقد كانت البيوت متلاصقه أو متقاربه من بعضها البعض فعندما يشعر الكويتيون بان هناك خطر قادم عليهم يقومون باغلاق “السكيك” اي هذه الطرق والمنافذ التي بين البيوت والتي تؤدي الى خارج المدينه بهذه الحوائط والتي تبنى من الطوب والطين والحجر البحري و”يتفازع” اهل كل حى أو “فريج” من احياء أو “فرجان” المدينه باغلاق المنافذ والطرق القريبه من مسكنه وتتم هذه العمليه بسرعه وبتكاليف قليله فخلال ساعات قليله تكون المدينه محصنه بهذا السور وعندما يزول الخطر يتم هدم هذه الحوائط وهذا النوع يمكن ان نسميه حواجز او موانع ولايمكن ان نطلق عليه كلمة السور حيث انه يخلو حتى من البوابات التي في الاسوار ولكن تجاوزا يمنكننا ان نطلق عليه السور المؤقت والذي ينتهي مع انتهاء الخطر والذي يبدوا لنا بأن هذا النوع من الاسوار بني مرات متعدده ولكن لايعرف بالتحديد في أي سنه بنى اول مره حيث لم تشر المصادر الى تاريخ بناء هذا السور ولكن يعتقد انه بني في اواخر عهد الشيخ صباح الاول او اوائل عهد الشيخ عبد الله الاول .هذا النوع من الاسوار ساعد على وجوده صغر المدينه وتقارب المنازل من بعضها اي ان الطرق كانت ضيقه ولذلك سهلت مهمة البناء ولم تكن شاقه على اهل الكويت . ولكن مع اتساع المدينه اختلف الوضع ولذلك فأننا نرى ان السور الثاني والثالث يختلفلان اختلافا كبيرا عن هذا السور .

السور الثاني :

عندما بدأت الكويت تأخذ اهميتها في كونها مدينة هامه على الخليج واخذت تتوسع فى مساحتها وتزدهر في اقتصادها أزدات الاطماع الخارجيه بها وأن هذه الاطماع كانت كثيره وخطيره في نفس الوقت فاحس حاكمهاالثاني الشيخ عبدالله بن صباح بالاخطار الخارجيه المحدقه به والتي كانت تتهدد بلاده ولهذا كان لابدد من ايجاد وسيلةناجحه وفعاله لحماية المدينه من الاخطار فلقد كانت الطريقةالقديمه التي كانت مستخدمه في السابق الا وهي سد الطرق والنافذ الخارجيه بالحجاره والطين كانت طريقة غير مجديه وليست ذات نفع لدرء الخطر الخارجي وان أسلم طريقه لحماية المدينه لابد من ان يكون هناك سور حقيقي خارجي يحميها من اعدائها فبدأ فعلافي بناء السور في وذلك في شهر يناير 1799 وذلك بعد مهاجمة مناع ابو رجلين الكويت في يوم 13/12/1798حيث أخذ وقت طويل الى ان تم بنائه ولكن بعد وفاة الشيخ عبدالله بن صباح وتولى مقاليد الحكم الشيخ جابر بن عبدالله في سنة 1812 امرالشيخ جابر بن عبد الله بتوسعة السور وزاد من عدد بواباته ولكن لايعرف بالتحديد في اي سنه تمت هده التوسعه. ولكن من المؤكد أنها تمت بعد عام 1831 حيث ان الرحاله الاوربي ستوكلر قد زار الكويت في هذه السنه ووجد السور قائم ووصف السور وصفا دقيقا وقال ان له ثلاث بوابات ولكن المصادر التاريخيه الاخرى تشير الى وجود سبعة بوابات وهذا دليل الى ان هناك توسعه تمت في طول السور وزيادة في عدد بواباته وان هذه التوسعه وزيادة البوابات تمت على مراحل او فترات زمنيه.هذا السور لم يكن سميكا وكانت سماكته اكثر بقليل من قدم واحد حسب ماذكره الرحاله ستوكلر وقد بني من الحجاره التي كانت تجلب من البحر والطين واللبن اما الاتفاع فلم نستدل على اي مصدر يشير على ارتفاعه اوعلوه ولكن نستطيع ان نقدر ارتفاعه مابين الاربعةالى الخمسةامتار تقريبا وهوعلى شكل قوس اونصف دائره وبه ست بوابات كبيره ويبدأ من البحر من الناحية الغربيه او من منطقة القبله حيث يبدأ من الجهة الشرقيه لمسجد الخالد والموجود حاليا والمطل على نقعة سعود والفرضه (الميناءالقديم ) وعلى موقع المدرسه الاحمديه القديمه واللتان ادخلتا حاليا ظمن المبنى الجديد للديوان الاميرى ومجلس الوزراء. وينتهي هذا السور في البحر ايضا من الناحية الشرقيه في نقعة النصف حيث يوجد حاليا سوق السمك واتحاد الصيادين الذان يقعان الى الشرق من وزارة الخارجيه والمسافة بين النهايه الشرقيه والنهايه الغربيه للسور تبلغ حوالى 1700 متر تطل على البحر مباشره وعمقها في البر من قصر السيف الى دروازة العبدالرزاق تبلغ حوالى 700 متر تقريبا كما يذكر الرحاله ستوكلر بأنه كان يوجد خندق من ناحبة الصحراء خلف السور ويوجد به معبران على كل معبر مدفع وحفر صغيره بين السور و الخندق ينزل بها الرجال المدافعين عن المدينه كانوع من السواتر ضد رصاص البنادق وهذا لم يشير اليه اي من المؤرخين الكويتين بوجود خندق حول المدينه ماعدا الرحاله ستوكلر الذي شاهد هذا الخندق واشار اليه والذي يبدو ان هذا الخندق حفر لفتره مؤقته ثم دفن نهائيا ولم يعد له اي أثر يذكر.

بوابات السور الثاني :

السور الثاني كما ذكرنا سابقا كان على شكل قوس حيث انه يمتد من البحر الي البحراي في المطقه المحيطه بقصر السيف فهذا السور يشابه الى حد كبير السور الثالث وهو عباره عن صوره مصغره له من حيث الشكل حيث يمكن ملاحظة ان عددالبوابات في السوران متقاربه تقريبا ففي السور الثالث عدد بوابته ست بوابات اماالسور الثاني فأن عدد البوابته سبع بوابات وهي كا الاتي :

ا- البوابة (الدروازة ) الاولى : وهي دروازة البدر وكانت تقع في الجهة الغربيه من المدينه حيث كانت تقع فى فريج سعود الى الجنوب من أقصى الجزء الغربي من الميناء البحري القديم والى الشرق من مسجد الخالد الذي يقع حاليا مقابل المبنى الجديد لمجلس الوزراء

2- البوابة ( الدروازه) الثانية: وهي دروازة الفداغ وهي اخر بوابة بنيت بعدما ماقام الشيخ جابر بن عبدالله بتوسعة السور وهذه الدروازه تقع في براحة بن سبت الى الجنوب الشرقي من المدرسه القبليه للبنات ( ادارة الوسائل التعلميه بوزارة التربيه)

3- البوابه (الدروازه ) الثالثه : وهي دروزة السبعان وكانت تقع في فريج السبعان قرب مسجد بن بحر وعلى الشارع الجديد والذي اسمه حاليا شارع عبدالله السالم

4 – البوابة ( الدروازة ) الرابعة : وهي دروازةالشيخ او الصنقر وكانت تقع الى الجنوب من مسجد السوق الكبير في نهاية السوق الداخلي والذي تم تجديده في الساحه التي تقف فيها السيارات امام سوق بن دعيج وشارع المباركيه

5 – البوابة ( الدروازة ) الخامسة : وهي معروفه الي اليوم وهي دروازة العبدالرزاق وموقعها كان ملتقى شارع احمد الجابر مع شارع مبارك الكبير امام موقف السيارات التابع لشركة عقارات الكويت

6 – البوابة ( الدروازة ) السادسة : وهي دروازه القرويه وهي نسبة الى اهل القرى وكانت تقع الى جنوب فريج القناعات في منطقة الشرق في الطريق المؤدي الىالبحر

7 – البوابة ( الدروازة ) السادسة : وهي اخر دروازه من حيث الموقع وهي دروازة بن بطي وكانت تقع في شرق الكويت الى الغرب من المدرسه الشرقيه عند بيت النصف والي الجنوب من سوق السمك التابع لاتحاد الصيادين الذي يقع على البحر مباشره

هذا السور ليس له اثر على الارض خصوصا وانه بني من الطين وليست هناك حفريات تدل على مكانه ولكن استطعنا بعد دراسه مستفيظه من تحديد مكان السور وكذلك مواقع هذه البوابات حيث قمنا بدراسه خريطه مدينه الكويت القديمه كما رجعنا الى الكتب التاريخيه التي تكلمت عن هذا الموضوع وكذلك بعض الاشخاص الكويتين الذين لهم معرفة بتاريخ الكويت وبمقارنة ماقاله هولاء الرجال وماكتب وماشاهدناه على الخريطه نستطيع القول ونحن مطمئنون بان التحديد كان صحيحا اكثر من (98% ) ثمانية وتسعون بالمائه . هذا السور استمر موجودا اكثر من سبعون سنه إلى عام 1874 وهي أخر سنه ذكرتها المصادر تفيد بأن السور موجود ثم تهدم قد يكون بفعل عوامل التعرية بمضي السنين أو وعدم صيانته أو إعادة بنائه كذلك ازدياد عدد السكان فقد كان السور حائلا دون توسع المدينة مما أدى ألي أن تصبح بعض البيوت خارج السور الأمر الذي يجعل السور عديم الجدوى أو الفائدة خصوصا وان هناك أعداد كبيره من السكان أصبحت تعيش بعد التوسعة بالمدينة في منازل خارج السور ولهذه الأسباب فأننا نعتقد بان السور لم يجد العناية والاهتمام الكافيين به وذلك لعدم أهميته وصغر حجمه فلذلك تمت إزالته حسب اعتقادنا كما أننا لا نعرف على وجه الدقة تاريخ إزالة السور وهل أزاله أهل الكويت بأنفسهم لقناعتهم بعدم جدواه أوان الإهمال وعوامل التعرية هي التي قامت بفعل ذلك بدلا منهم ? ولكن الشيء الذي نستطيع أن نؤكده هو أن السور قد اختفى من على وجهه الأرض ولكننا بطبيعة الحال نجهل الأسباب الحقيقية التي أدت إلى أزلته فهل أزيل السور بسبب عامل واحد فقط العوامل التي ذكرناه سابقا أو أزيل بسبب كل هذه العوامل مجتمعه ? أننا لا نعرف وبكل صراحة عن أسباب إزالة السور وان كنا نعتقد بأن السور أزيل ليس سبب عامل واحد ولكن هناك عدة عوامل مجتمعه أزالت هذا السور قد يكون السبب الرئيسي لأزالة السور واحدا من الأسباب التي ذكرناها .

خريطة تبين مواقع البوابات في السور الثاني والثالث

 

السور الثالث :

لقد بقيت الكويت مدينة مفتوحة لجميع الوافدين دون سور يحميها لمدة تزيد عن (45) خمسة و أربعين عاما وهذا يعود إلى حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة ولكن بعد هزيمة القوات الكويتية في موقعة حمض واستشهاد عدد كبير من الكويتيين في عام 1920سارعت الكويت إلى بناء سور جديد وكبير بالنسبة للكويت يحميها من هجوم أعدائها عليها وفعلا فقد أدى هذا السور بالإضافة إلى مهمة الأساسية وهي الدفاع عن الكويت وحمايتها في حالة الحرب بالإضافة إلى حمايتها من أخطار قطاع الطرق واللصوص المنتشرين في البر الذين تكثر أعدادهم ويزداد عددهم خصوصا في أيام المجاعات خاصة إذا عرفنا أن حياة البدو عموما تعتمد أعتمادا كليا على عملية غزو القبائل الأخرى ماتجنيه هذا الغزوات من مكاسب جائت نتيجة السلب والنهب و تعتبر هذه العمليه حقا مشروعا في أعراف القبائل التي تعيش في الصحراء العربية بل أن الحياة الاقتصاديه عند البدو تعتمد على هذا السلب الذي يعدركيزة الحياة الاقتصادية عند البدوى .

كما كان هذا السور ملاذ امان لتجارة البدو وقوافلهم التجاريه التي تتجه الى شمال الجزيرة العربيه ووسطها وكانت بواباته هي المنافذ التي تسهل حركة التجاره البريه للدول الواقعه في الجزيره العربيه بالاضافة الى والعراق والشام سواء كان ذلك في الاستيراد او التصدير وبدون ادنى شك فأن السور قد قلل بقدر لابئس به من اخطار عملية التهريب للبضائع المستورده او المصدر والتي تتم عن طريق البر

واننا نختلف في الرأي مع بعض الكتاب الذين يقولون بأن السور قد قلل بالارتباط الكويت مع العالم الخارجي من ناحية البر واننا نقول بأن العمليه عكسيه حيث ان السور قد نظم من عملية الارتباط التجاري في العالم الخارجي ولم يمنعها اوحتى يقللها وان كان الاتباط الخارجي مع العالم الذي كان عن طريق البحر كان اكبر بكثير من الارتباط عن طريق البر ولكن الارتباط البري كان ايضا له اهميته في الاقتصاد الكويتي الذي اعتمد على البر والبحر سواء .

لقد بني السور كما هو معروف للجميع في عهد الشيخ سالم المبارك و تم ذلك بالتحديد في اول يوم من شهر رمضان سنه 1338 هجريه الموافق 18/5/1920 لقد بني هذا السور على شكل قوسس مثله مثل السورالثاني الذي سبقه وطول هذا السور(8) ثمانية كيلومترات تبداء من البحر وتنتهي ايضا بالبحر وقد انجز في وقت قياسي جدا وتعتبرفترة بنائه فترة معجزه من حيث الامكانيات المتوفره في ذلك الوقت حيث تم البناء في فترة لاتقل عن الشهرين ولاتزيد عن الثلاثةاشهر حيث لايوجد هناك تاريخ ثابت يحد انتهاء العمل ولكن هي مجرد تقديرات من المؤرخين دونوها بناء على ماسمعوه من الكويتين الاوائل او ماقرأوه من كتب الرحاله او البعثات القنصليه البريطانيه .

لقد بداء العمل بالسور في شهر رمضان كما ذكرنا وكان العمل يتم ليلا بسبب الصيام حيث يبداء أهل الكويت العمل بعد افطارهم دون انقطاع ودون استراحه او أجازه فيبداء العمل من بعد صلاة العشاء حتى قبيل السحور وكان العمل تطوعيا دون أجر أو مقابل أو مردودا ماديا بل ان الاهالي المتطوعين هم الذين دفعوا تكاليف بنائه فقد تكفلت كل منطقه ببناء الجزء القريب منها فقد اشترك في البناء جميع اهل الكويت شيوخ وشباب والاغنياء منهم مع الفقراء لم يكن هناك فقير وغني الكل سواسيه امام الخطر الذي كان يهددهم .

فقدقام بتصمم بناء السور وخطه على الارض البناء المعروف راشد الرباح. لقد استعمل في بناء السور مواد البناء المحليه والتي كانت تستعمل في البناء في ذلك الوقت والتي هي من الطين الصلبي والطوب وحجر البحر. بالاضافه الى خشب الساج الذي كان يستورد من الهند لبناء السفن ولكن بسبب الظروف الطارئه التي حلت بالكويت فقد استخدم الخشب في بناء الابواب للسور حيث تم تصنيع الابواب في عمارة”مخازن” الصقر ودفع تكاليف تصنيعهاالمرحوم حمد الصقرمن ماله الخاص .

اماسماكة السور فقد كانت حوالى متر ونصف من الاسفل وتتناقص السماكه كلما ارتفعنا الى اعلى ويبلغ ارتفاعه حوالي أربعة امتار ام طول السور فقد بلغت حوالى ثمانية كيلو مترات

بوابات السورالثالث

يبداء السور الثالث من منطقةالوطيه ومن على البحر مباشره في اقصى الناحية الغربيه من المدينه حيث كان يوجد المقصب (المسلخ) الملاصق للسور وكان المقصب خارج السور و كان يبعد حوالى أقل من نصف كيلومتر عن مستشفى الارساليه الامريكيه ويسير السور بشكله القوسي حيث يبداء من الوطيه من عند الكنيسه الكاثوليكيه فالشاميه ثم المجاص وبنيد القار فدسمان ثم راس عجوزه حيث ينتهي السور هناك في الناحية الشرقيه من المدينه والتي تسمى راس عجوزه وهي المنطقه التي فيها الابراج حاليا وكذلك قصر دسمان . فالسور ازيل ولكن لاتزال معالمه واضحه حيث ان البوابات لاتزال موجوده ومنطقة الحزام الاخضرالحاليه هي مكان السور في السابق .

لقد كان هذا السور يتكون من الاتي :-

(6) ستة دروازات أو بوبات و(7) سبعة إغول كبيره وهىابراج للدفاع والمراقبة بالاضافه الى(27 (سبعة وعشرين غولة برجا صغيرا والمسافة بين كل برج واخرتتراوح مابين المائة (100)مترا إلى (120) مائة وعشرون مترا بالاضافه الى أن جميع البوابات كانت محميه بابراج كبيره مماجعل الكويت تبدو من الخارج وخصوصا من ناحية البر وكانها قلعه كبيره

اما البوابات التي كانت موجوده في السور فهي لاتزال موجوده الى وقتنا الحاضر وهي تبدأ من الناحيه الغربيه :-

البوابة الأولى وهي بوابة المقصب: وهي التي بقرب الكنيسه الكاثوليكيه وكدلك ساحة العلم وهى احدث البوابات التي في السور واصغرها واقلها من ناحية الاهميه وقد بنيت هذه البوابه متأخرا نسبيا في عهد الشيخ احمد الجابر وذلك عندما نقل المقصب الى الوطيه حتى تسهل عملية دخول وخروج الاغنام والعاملين في مجال تجارة المواشي .

 

البوابه الثانية ( دروازة الجهرة )

 

البوابه الثانية (الجهرة ) : سميت بهذا الاسم لوقوعها على الطريق المؤدي الى مدينة الجهره التي تقع الى الغرب من الكويت وكما هي ايضا ممر للمنطقه الشماليه من الكويت كما استخدمت هذه البوابه كمركز جمركي للبضائع التي تستورد أو تصدر عن طريق البر من جنوب العراق وخصوصا منطقة الزبير وتقع حاليا في بداية شارع فهد السالم بالقرب من فندق شيراتون .

البوابة الثالث (نايف ) : سميت بهذا الاسم نظرا لقربها من قصر نايف والذي كان يمثل في ذلك الوقت عن وزارتي الداخلية والدفاع في مفهومنا الحالي كما تسمى هذه البوابة أيضا بدروازة الشامية نظرا لوقوعها بالقرب من منطقة الشامية المشهورة بآبار المياه العذبة التي يروي منها سكان الكويت بالإضافة إلى أنها المنفذ إلي منطقة بر الجنوب وكذلك هي الجمرك البري والمنفذ إلى الطريق الرئيسي إلى مدينة الرياض بالسعودية . وتقع حاليا بالقرب من وزارة الأعلام ومجمع الوزارات

البوابة الرابعة (الشعب):هذه البوابة لها اسم أخر وهي دروازة البريعصي نسبة إلى حارسها من البراعصه وهذه الدروازه تودي إلى طريق القرى الساحلية الجنوبية مثل الرأس والدمنه التي تحول اسمها إلى السالمية في 1952 وتقع حاليا بالقرب من مجمع الأوقاف

البوابة الخامسة )الصباح ): وكانت تقع في شرق بالدوار الذي به مكتبة المقهوي ومبني عمارة الخليجية على شارع جابر المبارك

البوابة السادسة (بوابة دسمان ) : وهذه البوابة تقع في أقصى الجزء الشرقي من المدينة في راس عجوزه وهي تقع ألان ضمن قصر دسمان والذي وأنشئ في عام 1904 وأنشئه الشيخ جابر المبارك اكبر أنجال الشيخ مبارك الصباح وهذه البوابة خاصة للقصر حيث تطل أمامها مباشرة الأبراج في وقتنا الحاضر

إما خارج السور فهو خارج مجال دراستنا هنا ولكن هذا لا يمنع أن نعطي فكره موجزه عن ما يوجد خارج المدينة فأهم نقطه موجودة والضبط بين دروازة “نايف” ودروازة “البريعصي” بالقرب من منطقة الدعية وجد أول مطار في الكويت ولكن نزلت أول طائره في الكويت وهي طائره عسكرية في 1918 ووقفت أمام قصر نايف حيث أن السور في ذلك الوقت لم يبنى بعد

وأيضا كان خارج السور وفي منطقة الشامية توجد الخيام “بيوت الشعر” والتي يسكنها البدو حيث أن منطقة الشامية كانت ممر لعبور القوافل الجمال المحملة بالبضائع سواء كانت هذه البضائع مصدره من الكويت أو مستورده أليها .بالاضافة إلى أن هده المنطقة كانت تسمى المجاص . وكلمة المجاص تعني المكان الذي يستخرج منه الجص أو كما يسمى ألان الجبس الذي يستخدم في بناء المساكن والبيوت وغيرها حيث كان الحمارة ينقلون الجص على ظهور الحمير إلى داخل المدينة حيث يكون موقع البناء .

لقد كان السور حاميا للكويت من الغزوات الخارجية حسب الاعتقاد في ذلك الوقت لمدة تزيد عن سبعة وثلاثون عاما وقد أزيل السور تماما في عام 1957 ولكن بقيت البوابات لا ترال قائمه حتى يومنا هذا كا شاهد على وجوده .

“لقد كان السور في رأي المخططين لتطور مدينة الكويت عائقا لتوسع مدينة الكويت الحديثة وتطويرها فكان لابد من هدم السور أزالته حتى تتمكن المدينة من استيعاب الزيادة الكبيرة في المباني والسكان والسيارات ” هذا الكلام قاله أحد المسئولين في ذلك الوقت مبررا عملية هدم السور وان كانت هذه العملية وهي هدم السور قد قوبلت بالرفض من الكثير الناس لان السور هو اثر تاريخي يجب أن يبقى وان يحافظ عليه وان تتم صيانته والاعتناء به مثله مثل اي اثر تاريخي حيث يعتبر هام مهما قلت قيمته .

أقسام المدينة

تبلغ مساحة مدينة الكويت القديمه والتي هي داخل السور فقط حوالي (8) ثمانية كيلومترات مربعه وتتكون المدينه من ثلاث مناطق سكنيه رئيسيه هي الشرق والقبله ثم جائت بعد ذلك منطقة المرقاب والتي تعتبر حديثه بالنسبه لهذه المناطق لقد ظهرت هذه المناطق الثلاث بسبب توسع المدينه وتكونت قبل ان تتم أزلة السور الثاني اي قبل عام 1874 وهو العام الذي ورد ذكره في المراجع ويفيد بأن السور موجود ويحيط بالمدينه في هذه السنه وكانت هذه المناطق باستثناء المنطقه القريبه من قصر السيف تعتبر خارج السور حيث ان هناك العديد من الوثائق العقاريه القديمه لبعض العقارات في داخل (الديره) مدينة الكويت كانت تشير الى ان العقار كان خارج السور وتعني هذه الوثائق هنا بالسور الثاني وليس السور الثالث .

كل الدلال والمعطيات المتوفره لدينا كانت تشير الى ان اول منطقه سكنيه تم سكنها في الكويت هي منطقة المتوسطه بين الشرق والقبله والتي مركزها قصرالسيف ومبنى البنك المركزي في وقتنا الحالي . ومن المعروف ان الزياده في عدد السكان هو الذي ادي الى توسع المدينه وكبرها وسواء أكانت هذه الزياده زياده طبيعيه ونقصد هنا بالزياده التي جائت بسبب المواليد او التي جائت عن طريق الهجره من داخل الجزيره العربيه او من خارجها الى الكويت فأن هذه الزياده ساعدت بدون ادنى شك على نمو المدينه وتطورها بالاضافه الى ان هناك عدة عوامل هامه لايمكن ان نتجاهلها ساعدت على نمو وتطور مدينة الكويت وهي :-

1- موقع الكويت الجغرافي الملاصق للبحر وبعدها عن مناطق الماهوله الاخرى ساعد على ان تكون الكويت في منطقه امنه وبعيده عن اخطار غزو القبائل الى فترة طويلة من الزمن .

2- ادى تحكم البحر والصحراء في تكوين اسلوب النمط الاقتصادي للكويت حيث انها اصبحت وسيط جيد في التجاره الدوليه لمنطقة الجزيره العربيه كلها.

3- الطبيعة السلمية لأهل الكويت و نبذهم للعنف وكرههم للحروب ساعدت على استقرار المجتمع وبالتالي أدى هذا الأمر إلى تحسن الحالة الاقتصادية بصورة عامه

بالإضافة لهذه العوامل هناك عوامل ثانوي أخرى ساعدت في تكوين شكل ونمط المدينة وبروزها بالوضع المعروف حاليا وهذه العوامل هي :-

1- العادات والتقاليد المتوارثة لأهل الكويت حيث أنها شكلت نمط المساكن والطرق وساعدت على تكوين شكل المدينة المعروف

2- العوامل العسكرية والدفاعية جعلت المدينة متراصة ومتواجدة داخل السور

3- العوامل الاقتصادية شكلت الهيكل الأساسي للمدينة وجعل المدينة لها مواني بريه وبحريه.

هذه العوامل السابقة هي لاشك في أنها عوامل مهمة في تكوين الكويت وسوف نتطرق لها بشيء من التفصيل أثناء دراستنا للمدينة في الأجزاء القادمة

أن دراستنا لمدينة الكويت القديمة سوف تنصب علي أهم المقومات الموجودة بمدينة الكويت وهذه المقومات قد تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسيه هامة وهي كآلاتي :

1- الأحياء السكنية.

2- الأسواق

3- المواني .

هذه الأجزاء المذكورة أعلاه سوف نتكلم عنها بشيء من التفصيل بقدر الإمكان حيث أن الحياة اليومية لأهل المدينة اعتمدت اعتمادا كليا على هذه ا الاقسام

أولا :الأحياء أو المناطق السكنية

في هذا الجزء سوف نتطرق إلى أهم المقومات الموجودة في هذه الأحياء من طرق وسكيك وبالإضافة إلى المساكن والبيوت سوف نتكلم عنها بشيء من التفصيل المبسط. فلو دققنا النظر في موقع هذه المناطق فأننا نجدها تتركز في بقعه صغيره من الأرض ونجد المباني فيها مترابطة ومتداخلة يصعب الفصل بينهما هذه البقعة الصغيرة من الأرض تنحصر بين السور الذي يطل على الصحراء من الناحية البرية حيث يطوقها السور من ثلاث جهات وهي الشرق والجنوب والغرب أما الناحية الشمالية فأننا نجد الساحل الذي يطل على الخليج العربي هو الذي يحدها من هذه الجهة .وكما ذكرنا سابقا وقلنا أن مدينة الكويت تتكون من أربع مناطق سكنيه هي:-

1- الشرق: وهذه المنطقة تبداء من راس عجوزه شرقا وعلى امتداد ساحل البحر إلى قصر السيف وبهيته غربا ومن قصر السيف شمالا حتى حي الصوابر جنوبا أما من الشمال فيحدها البحر

2- القبلة: وهذه المنطقة تبداء من قصر السيف وبهيته شرقا إلى المستشفى الأمريكي وبوابة المقصب غربا ومن الفرضه شمالا إلى قصر نايف جنوبا حيث تدخل منطقة الصالحيه ضمن منطقة القبلة

3- المرقاب: يحد المرقاب من الشمال ساحة الصفاة ومن الغرب قصر نايف ومن الجنوب منطقة السور التي بين بوابة (دروازة) الشامية وبوابة (دروازة) البريعصي.

والجدير بالذكر فان أسماء المناطق داخل مدينة الكويت قد أخذت من أسماء الاتجاهات الجغرافية أو موقعها من مركز المدينة والذي يمثله قصر السيف الذي يقود منه الأمير (الشيخ العود) دفة الحكم فالمنطقة أو القسم الذي يقع على الناحية الشرقية من القصر سميت بالشرق أما المنطقة التي تقع في الناحية الغربية من القصر فقد سميت بالقبله تيمنا بوجود القبلة في الناحية الغربية والتي يتجه إليها المسلمين في صلاتهم ولان قبلة أهل الكويت في الناحية الغربية سميت بهذا الاسم أما منطقة الوسط فهي المنطقة المحيطة بالقصر فكان لها عدة أسماء منها الوسط ومنها السيف أي المنطقة المجاورة للبحر .

فهناك الكثير من الناس عندما يتكلمون عن المناطق السكنية فأنهم يقولون بأنها أربع مناطق حيث يجعلون منطقة قصر السيف منطقة الوسط كما يسميها البعض كا منطقه رابعه وهناك رأي أخر يدخل هذه المنطقة ضمن منطقة الشرق ونحن نؤيد هذا الرأي الذي يدخل منطقة قصر السيف ويجعلها من ضمن منطقة الشرق حيث ان منطقة الشرق هي الامتداد الطبيعي لمنطقة القصر حيث ان كل الدلائل تشير الي أن منطقة الوسط هي اول منطقه بدأت في الكويت وان التوسع في المدينه بداء فعلا من الوسط وبا تجاه الشرق في اول الامر ثم اتجه الى الغرب فبعد ذلك اتجه الى الجنوب .

واما الناحيه الجنوبيه وهى المنطقه الحديثه للمدينه فقدكانت هي منطقةالمرقاب والتي اشتق اسمها من المرقب وهي الكلمة التي تعني المكان العالي الذي يمكن منه مراقبة المطقه المجاوره او المكان المحيط به

حيث ينطبق عليها وصف الشاعر بركات الشريف في بيت الشعر الذي قاله

يا مرقبا بالصبح ظليت اباديك ما واحدا قبلي خبرته تعلاك

أن ماذكرناه سابقا كان عباره عن صوره موجزه ومبسطه عن لمحة تاريخيه للمناطق السكنيه لمدينه الكويت .

ولكن كيف كانت الشوارع والطرق والحواري او كما كانت تسمى في السابق السكيك والفرجان والبيوت فيها .

الشوارع والطرق

طبعا الكل يدرك انه كان من الطبيعي جدا وبسبب عدم وجود المهندسين المختصين في انشاء المدن وكدلك عدم تخطيط المدينه على اسلوب علمي وانما كان الاسلوب المستخدم في التشيد والعماره هو اسلوب على البركه او اسلوب هذا الذي قدره الله لنا وهو الاسلوب الذي سارت عليه الكويت منذ ان تكونت بعيدا عن التخطيط العلمي او التخطيط المدروس الذي يستخدم في بناء المدن وهذا يرجع الى بدون شك الى عدة عوامل منها بل واهمها هو الجهل والاميه بالاضافة الى الفقر وهو اكبر الافات الاجتماعيه الذي كان يجعل الناس يبتعدون عن طريق العلم ويتجهون بدلا منه الى طريق العمل محاولين الحصول على عمل حتى يكسب عيش يومه حتى ولو كان هدا العمل شاق واهذا فأن الجهل انتشر في الكويت وبان اثره في تخطيط مدينة الكويت ولذلك فأننا نلاحظ بأن خطوط الطرق وامتداد السكيك (الشوارع) كان من غير نظام وتسير وفق خطوط ملتويه وغير مستقيمه تدل دلاله واضحه على انعدام ابسط صور المعرفه في تخطيط المدن ولهذا نجد ان السكيك (الشوارع) يختلف عرضها من سكة الي اخري ولكن بصورة عامه نجد ان عرضها يتراوح مابين (1,5) المتر ونصف بحد ادني ست (6) امتار بحد اقصى وهي كافيه لتنقل الانسان ودوابه.ولكن ومع هذا الاتساع وان كان صغيرا فأنه قد لعب دورا كبيرا في حماية المدينه وسهل من عملية الدفاع عنها من اعدائها عبر السنين .كما ان هذا الاتساع قد حمى المساكن ايضا من اشعة الشمس الحارقه اذ ان تقارب المنازل والتصاقها ببعض سبب الظل والفيء لبعضها البعض كما كان يحد من كثره الغبار بالاضافة تقريبه للسكان وجعلهم كاأسره واحده مترابطه ومتألفه من بعضها البعض .

لكن من اهم الشوارع هو “شارع الامير”او كما يسمى عند عامة الناس “بألسوق الداخلي او سوق التجار” فهذا الشارع من أهم الشوارع في الكويت أذ يعتبر المركز الاقتصادي للكويت فيه تتم اهم العمليات التجاريه من بيع او شراء بالاضافة الى حركة الاستيراد والتصدير للبضائع التجاريه بجميع انواعهامن مختلف دول العالم .يبداء هذا الشارع من قصر السيف شمالا بتجاه الجنوب حيث يرتفع الشارع في منطقة بهيته التي يوجد السجن القديم فسوق التجار والذي هو عباره عن دكاكين او مكاتب تجاريه متواجده على الناحيتين من هذا الشارع وكدلك توجد به قيصرية بن رشدان ومسجد السوق الكبير وقيصرية الشيخ عبدالله السالم و”الكاركه”مطحنة الحبوب وقيصرية ناصر البدر وكدلك قهوة ابوناشي المشهوره في تاريخ الكويت بالاضافة الى مكتبة الرويح .

اما الشارع الثاني من حيث الاهمية فهو الشارع الجديد والذي سمي فيما بعد شارع عبدالله السالم فهذا الشارع يبداء من الفرضه في الشمال وباتجاه الجنوب الى الصفاة فهذا الشارع الذي يؤدي الى منطقة السوق حيث يتم تصريف البضائع المستورده عن طريق الميناء البحري على المحلات التجاريه في منطقة الاسواق بالاضافة الى وجود العديد من الشوارع ذات الطابع التجاري مثل شارع السيف حيث توجد “العماير” البحريه او المخازن والتي يخزن بها البضائع ذات الصله بصناعة السفن على هذا الشارع

كل أنواع الطرق او الشوارع الموجوده في داخل المدينه والتي كانت تربط الفرجان بعضها ببعض كانت غير مبلطه اوغير ممهده وهي عباره عن طرق ترابيه تخلو من اي نوع من انواع التبليط فترى الاتربه والغبار يتطاير في هذه الطرق والسكيك عندما تهب الرياح وكذلك عندما تمشي الحيوانات كاالاغنام والماعز فيها ذاهبه أو عائده من راعي الاغنام الذي يأخذها الى خارج المدينه لكي ترعى العشب الذي في البر وهذا الراعي كان يسمى “الشاوي” فيصبح الطريق عندما تسير فيه هذه الحيوانات مغبرا تقل فيه الرؤيا او تنعدم في حالات كثيره كدلك الطريق غير ممهد كثيرا ماتكون هناك احجار وصخور تسبب الجروح في ارجل الماره واصابع ارجلهم وخصوصا الاولاد الذين كانوا لايلبسون الاحذيه او النعل وكان هذا الجرح الذي يصيب الاصبع يسمى (لتشمه) بالاضافة الى ان هذه الطرق فيها الكثير من الحفر الصغيره التى تتحول الى برك وخبارى للماء عندما تتساقط الامطار الكثيره في بعض المواسم الممطره وبعض هذه الطرق يصبح من المتعذر السير فيها لانها تتحول الى خبرة ماء والتراب المبتل بالماء يكون طين ويصبح من الصعب الوصول الى الاماكن التى يهدف الوصول اليها. وتصبح المدينه وكأنها كلها جزء من البحر أو لنقل بانها غدت مثل “مدينة البندقيه الايطاليه” وهذا يرجع الى عدم وجود شبكه لتصريف مياه الامطار داخل المدينه في ذلك الوقت بسب قلة الموارد الماليه التي يمكن ان تغطي تكاليف بناء شبكة تصريف مياه الامطار وتخزينها للاستفادة منها حيث يبقى الماء في الطرق عدة ايام الى ان يتبخر بفعل الحراره او يتسرب الى داخل الارض دون الاستفادة منه بصوره صحيحه ولكن هذا لايعني عدم استخدام هذه المياه في شئ بل انها كثيرا ماكانت تستخدم مياه الامطار التي تبقى في السكيك لكي تروى منها الحيوانات .

لكن اول شارع في الكويت تم تزفيته اوتبليطه هو شارع دسمان حيث بداء تبليط الشارع من بوابة قصر دسمان حتى ساحة الصفاة وهو الطريق الذي يسيرعلية موكب امير البلاد الشيخ احمد الجابر يوميا عند خروجه من قصر دسمان ثم العوده اليه وقد كان ذلك في عام 1945 وتوقف تبليط الشارع عند هذا الحد ولم يزد عليه اذ سرعان ماأهمل هذا الشارع وتم طمره بالاتربه .

فعندما نتكلم عن الطرق والسكيك في المدينه فأننا نجد انها تتكون من أنواع عديده ومختلفه من حيث اطوالها او اشكالها فالسكيك اوالطرق يمكن تقسيمها الى الاتي :

1- السكيكه: وهذه الكلمه تصغير لكلمة سكه والسكيكه السكة الصغيره التي يكون عرضها مابين المتر والمتر ونصف ولاتكون طويله بل هي قصيره في مسافتها أذ تقل عن (50) الخمسين متر طولا وتكون في العاده ممر بين سكتين رئيسيتين او مدخل لبيتن او ثلاثه بيوت على ابعد تقدير

2- السكه السّدْ: وهي السكه المغلقه ذات مدخل واحد فقط والتي ليس لهامنفذ اخرى سوى هذا المدخل وهي تنتهي بوجود حائط او باب لمنزل كما يمكن ان يكون بها عدة منازل

3- المسقف : وهي تعني السكه المسقفه او المظلله وعادة المسقف يكون بين بيتين منفصلين لعائله واحده حيث يربط اسطح البيتين بجسر صغير بينهما مما يسهل انتقال نساء العائله بين المنزلين دون الخروج الى الشارع.

4- السكه : وهي شارع رئيسي في العاده يكون كبيرا نوعا ما ويكون متوسط عرضه(5) خمسة امتار والسكه في العاده طويله وتوصل بين منطقة واخرى حيث يكون فيها العديد من البيوت وهي عباره عن الشوارع الرئيسيه في ايامنا هذه

5- الدرب : وهو الطريق العام او الرئيسي الذي يربط المناطق السكنيه بعضها ببعض وهو الطريق الذي تصب به اغلب السكيك ويؤدي في العاده الى الشوارع الرئيسيه التي تؤدي ايضا الى الفرضه أوالاسواق او المقار الحكوميه كما انه يؤدي ايضا الى خارج المدينه وتسير فيه جميع وسائل المواصلات البريه التي كانت متوفره في ذلك الوقت

6- الجادة : وهي طريق رئيسي يكون في العاده خارج السور ويربط المدينه بالخارج كأن يربط المدينه بالقرى أوالطريق الرئيسي الذي تسير فيه السيارات داخل المدينه

7- البراحه :وهي عباره ساحه او ميدان صغير يأخذ الشكل الدائري تقريبا في اغلب الاحيان أو الشكل الرباعي وتكون البراحه عادة في المناطق الداخليه ومحاطه بعدة بيوت وهي نقطة تتفرع منها العديد من السكيك في الاتجاهات المختلفه وعادة ما تكون هي الملاعب التي يلعب بها الاطفال وتوضع بها المراجيح بالاضافه الى انها المكان الذي تقام فيه العرضات لاايام الاعياد

8- العاير : وهي الزاويه التي تكون ملتقى لشارعين اولسكتين والتي تسمى عند الاخوه المصرين بالناصيه وكثيرا ماكانت العواير سابقا هي مقر لجلوس الناس في الشوارع وخصوصا الرجال كبارالسن .

9- السوق المسقف : هذه الاسواق كانت ولاتزال موجوده ومن اشهرها سوق بن دعيج و سوق الغربللي وسوق واجف أو ما كان يسمى بسوق الحريم بالاضافه الى هذه الاسوق كانت هناك اسواق اخرى غيرها وهذه الاسواق كانت مسقفه بسعف النخيل او البواري والحصران ولكن خلال الحرب العالمية الثانيه خوفا من الحرائق التي قد تسببها الغارات الجويه فقد استبدلت هذه المواد فوضع بدلا منها الشينكو

10- الطرقه او الطاروق : وهي عباره عن طريق ترابي صغير للمشاة فقط ولاتسير فيه الدواب او وسائل النقل الاخرى ويكون في الاماكن المنعزله والمهجوره والبعيده عن الاماكن المأهوله أو يكون في البر

11- الثليمه :وهي عباره عن معبر صغير جدا ويكون في العاده لارض خاليه من المباني ولكنها مسيجه بحائط قليل الارتفاع يكون ارتفاعه في المتوسط (50) خمسون سم ويكون في هذا الحائط فتحه تؤدي الى ممر في الارض وهذا الممر يؤدي الى سكة اخرى .

هذه هي جميع انواع الطرق أوالممرات التي كانت موجوده سابقا في داخل مدينة الكويت .

الاحياء السكنيه أو(الفرجان)

كان السكان في داخل مدينة الكويت يقطنون في مساكن متوزعه على عدة احياء سكنيه في داخل المدينه يسمى كل حي بفريج . وهذا الفريج يأخذ أسم عائله أو قبيله او مجموعه من الناس وفدت من مكان معين وسكنت هذه المنطقه أوحتى اسم شخصيه هامه ومعروفه في البلد. وهذه الفرجان متوزعه في المناطق السكنيه وعادة ما يكون سكان الفريج من عائله واحده او من عدة عوائل قد يكون بينهم صلةقرابه او نسب أو حتى صداقه وعادة ما تكون بين سكان الفريج نوعا من الألفه والترابط القوي كأن سكان الفريج اسره واحده ويطلق عليهم “أخوان دنيا” من شدة الترابط الذي يربط ابناء الفريج الواحد . واي مصيبه او كارثه تحل بأي عائله في الفريج هي مصيبه وكارثه لاهل الفريج كلهم ولذلك تجدهم مشتركين في الافراح والاحزان.

وعادة تكون لكل فريج ديوانيه التي عادة ما تكون فيها الولائم والافراح والاعراس كما هي ايضا مكان للعزاء في حالة وفاة احد من اهل الفريج كما انها ايضا هي مضيف ومبيت للضيوف الرجال او “الخطار” كما كانو يسمونهم في ذلك الوقت والذين يفدون الى أهل الفريج من خارج البلاد والديوانيه في اغلب الحالات تكون مفتوحه ليل ونهار يجتمع فيها اهل الفريج كلهم يوميا ليلا ونهارا والديونيه يتكفل بها اكثر الاشخاص مالا وجاها حيث ان الديوانيه تحتاج الى مال لتغطية مصاريفها لانها تقدم للمجتمعين بها الشاي والقهوه والماء كما تحتاج الى خدم يجهزون هذه المشاريب ويقدمونها والديوانيه تعتبر نوعا من انواع الجاه حيث يفد عليها كبار رجالات البلد واعيانها ويعتبر صاحب الديوانيه هو “رئيس” اوكبير الفريج كما كان يسمى.كما نجد بأن لكل فريج شخص كبير يحترم ويقدر من قبل اهل الفريج وتكون كلمته مسموعه عندهم وامره مطاع ولااحد يستطيع ان يكسر كلمته ليس خوفا منه بل احتراما وتقديرا لمكانته التي يقدرها الكبير والصغير على حدا سواء .

فالفريج قديما كانت له مكانة كبيره في نفوس الكويتين وبصورة خاصه الشباب الذين هم في مرحلة المراهقه حيث تعادل مكانته مكانة الوطن عندهم ولذلك فأنهم يطردون عنه كل غريب يحاول المرور فيه وكثيرا ما كانت تقوم العدوات بين الاولاد والتي تودي الى كثير من الهوشات والاعتداءات والضرب وغيرها بين الفريج والاخر لهذه الاسباب لايستطيع الغريب والذي هو من غير سكان الفريج المرور بالمنطقه الا اذا كان هناك واحد او أكثر من اهل الفريج يعرفونه فيتوسط له عند الاولاد و يقدم له الحمايه ويسمح له بالعبور بسلام ودون أذى يصيبه الى خارج الفريج .اما أذا لم يقدم لهذا العابر الحمايه فأنه سوف يلقى الويلات والضرب الشديد المبرح من جميع الشباب الذين هم موجودين في الفريج ولهذا فأن اغلب الاولاد يفضلون البقاء في فرجانهم وعدم والتنقل في داخل المدينه كمايشاؤون حيث انهم لايستطيعون ترك فرجانهم منفردين الااذا توفرت لهم سبل الحمايه من اشخاص ذوى نفوذ وقوه توفر لهم الحمايه لعبور عدة فرجان او انهم يعبرون بصوره جماعيه تفاديا للضرب او للهوشات .

ومثال على ذلك وهو غالبا ما يحدث في ايام الصيف عندما ترتفع درجة الحراره ويحاول أولاد أو شباب الفرجان او الاحياء الدخليه الوصول البحر للسباحة فيه وذلك بقصد تخفيف حرارة الجو عنهم لكن اولاد الفرجان او الاحياء التي تطل على البحر يتصدون لهم ويمنعونهم من الوصول الى البحر ولهذا تقوم الهوشات والمعارك بين اولاد الحيين . ولهذا السبب فأن اغلب الاولاد من سكان الفرجان الداخليه أو البعيده عن البحر تجدهم لايعرفون السباحه في صغرهم بسبب منعهم من النزول الى البحر من قبل خصومهم سكان الفريج الذي يطل على البحر ولكنهم يتعلمون السباحه بعد ان يكبروا ويغدوا شباباً يمتهنون ركوب البحر للغوص او السفر لكسب عيشهم . هذه الهوشات التي تنشب بين الاولاد لايتدخل فيها الكبار ولاتصل الى الشرطه او المسئولين فالكل يعرف انها هوشة اولاد صغار سرعان ماتنسى وبصورة عامه تنشب هذه الهوشات على امور تافهه جدا لايلتفت اليها أولياء الامور ولاتعار لها اية اهميه .ولكن وهذا هو المهم يبقى الفريج له مكانته في نفوس اهل الكويت ولذلك تجدهم دائما يتفاخرون بانتسابهم لفرجانهم محاولين أضافة الاهميه والمكانة العاليه لهذا الفريج محاولين في نفس الوقت الانتقاص من مكانتة الفرجان الاخرى والتقليل من اهميتها

هذه صوره مصغره وموجزه لاوضاع الفرجان والاحياءالتي كانت سائده في الكويت وحتي يكون هذا الموضوع متكاملا من جميع جوانبه فأننا سوف نذكر هنا اسماء اهم الفرجان التي كانت موجوده في مناطق الكويت القديمه من خلال دراستنا هذه وذلك على سبيل المثال وليس الحصر حيث ان الحصر سوف يخرجنا عن موضوعنا هذا بالاضافة الى انه يحتاج الى ملايين الصفحات لتغطيته التغطيه الكامله .فدراستنا هذه سوف تشمل ما يلي :-

اولا: دراسه موجزه لكل المناطق السكنيه الهامه لمدينة الكويت ,حيث قسمت المناطق السكنيه فيها الي ثلاث مناطق رئيسيه وهي كا الاتي

1- القبله 2- الشرق 3- المرقاب

ثانيا: دراسه مبسطه للمناطق الفرعيه التي اعتقد الكثير من الناس بانها مناطق رئيسيه وليست جزء من المناطق الرئيسيه وهذه المناطق الفرعيه التي كانت في الديره هي كا الاتي :-

1- الوسط 2- الصالحيه 3- الصوابر 4- دسمان

ثالثا: اسماء الفرجان او الاحياء التى في الكويت بالاضافة الى اسماء العوائل التي كانت تعيش في هذه احياء .

اولا :المناطق السكنيه الرئيسيه

قبل ان نبداء دراستنا المورفلوجيه للاحياء الكويتيه القديمه تجدر الاشاره هنا الى ان الكويت مثلما كانت مقسمه الى ثلاث مناطق سكنيه فأنها ايضا قد قسمت وباسلوب عفوي ودون سابق تخطيط من الناحية الاقتصادي بشكل يوازي التقسيم السكني. ولهذا فان الارتباط الاقتصادي ايضا نجده مقسم الى ثلاث اقسام رئسيه وهي كا الاتي:-

1- السفر والتجاره البحريه وهذه اختص بها اهل القبله .

2- الغوص على اللؤلؤ وهذه اختص بها اهل الشرق .

3- التجاره البريه للجزيرة العربيه اختص بها اهل المرقاب.

ولكن هذا لايعني بالضروره ان اهل القبله لايشتغلون بالغوص او ان اهل الشرق لايشتغلون بالتجاره وكدلك بالنسبة لاهل المرقاب ولكن نحن هنا نتكلم في العموميات بشكل عام او لنقول الطابع السائد في كل منطقه .ولهذا فأن أغلب اهل الشرق او اكثرهم كانوا يشتغلون بالغوض وهكذا بالنسبه لاهل المرقاب وكذلك لاهل القبله .

وهذا الموضوع سوف نتطرق له بشئ من التفصيل عندما نتكلم عن التجاره البحريه والبريه بالاضافة الى الغوص على اللؤلؤ في الكويت .

1- منطقة القبله:

وهي القسم الغربي من المدينه كما ذكرنا وتبدأ من قصر السيف وبهيته شرقا حتى بوابة المقصب والوطيه غربا حيث تدخل منطقة المستشفي الامريكاني من ظمنها وقصر نايف جنوبا اما من الشمال فهي تطل على الخليج او ما يعرف بأسم الجون او خليج الكويت .وتعتبر هذه المطقه من أقدم الاحياء في المدينه حيث يدخل الجزء الذي بني فيه كوت بني عريعر ظمن هذه المنطقه .

ولكن تجدر الاشاره هناالى ان اغلب العوائل التي كانت تعيش في منطقة القبله كانت تعتمد في رزقها او دخلها المالي على التجاره الخارجيه ولنقل بصورة اوضح على استيراد البضائع بشتى انواعها وبيعها في الاسواق المحليه كما اعتمد اهل القبله على السفرالى الى خارج الجزيرة العربيه خصوصا الى العراق والتي كانت من اكبر الدول المصدره للتمور في العالم في ذلك الوقت كما كانوا يسافرون ايضا الى مدن اليمن الجنوبيه وافريقيا والهند التي كانت في ذلك الوقت اكبر اسواق العالم لشراء الؤلؤ ودرة التاج البريطاني وكذلك تهريب الذهب اليها وبيعه في الاسواق السوداء هناك بالاضافة الى نقل البضائع في سفنهم الى مختلف مواني قارتي اسيا وافريقيا مشكلين بذلك دخل كبيرللكويت ونسبة عاليه من تجارة الكويت الدوليه ونظرا لارتباطهم في هذه التجاره فأننا نرى قسم كبير منهم قد ترك الكويت وهاجر الى الخارج حيث عاشوا في الهند او البصره وعدن وغيرها من المدن الاخرى في العالم لرعاية اعمالهم واستثماراتهم في هذه الدول بالاضافةالى انهم سيطروا على تجارة التمور وتصديرها من العراق على السفن الكويتيه حيث ان كثير من اهالي القبله قد استثمر اموالهم في العراق وبصورة خاصه في البصره وامتلك الاراضي الزراعيه التي كانت تنتج التمور ويتم تصديرها الي الاسواق العالميه وبصورة خاصه الهند عن طريق السفن الكويتيه وسوف نتطرق لهداالموضوع عندما نتكلم عن التجاره الخارجيه او الدوليه للكويت في الماضي .كما ان هناك قليل من الاسر التي كانت تعيش في القبله تمسكت في تجارة الغوص على الؤلؤ ولم تغيرها واستمرت بها حتى وقت متأخر ويقال ان اخر من ظل على هذه المهنه وفي الكويت هما المرحوم راشد العلبان والمرحوم فلاح الفلاح الذي توفى في عام 1964

من المعروف بان البحر قد لعب دورا كبيرا في حياة اهل الكويت حيث كان هو الحياة بالنسبه لهم فلولا البحر لما كانت الكويت فقد كان كل خير اهل الكويت كان مصدره البحر .

ا- الاحياءأو الحواري أو (الفرجان ):

وهي جمع لكلمة فريج بالهجة العامية في الهجات أهل الخليج والتي تعني عن مجموعة من البيوت السكنية المتلاصقة أو القريبة جدا من بعضها البعض يفصل بينها طرق صغيرة في منطقة معينة من المدينة ويعطى هذا الحى أو هذه الحارة أسم شخص مشهور أو معروف كذلك أسم عائلة كبيرة معروفة لها عدة بيوت في هذه المنطقة أو علامة مميزة وحتى نبتت عشب تظهر فيها و تكون في هذه المنطقة كما هو الحال في فريج العاقول بشرق والذي هو عباره عن نبات صحراوي ينت في هذه المنطقة وأما الفرجان التي كانت موجوده في منطقة القبله والتي تطل على البحر مباشره فنبداء بها من منطقة الوطيه قرب المستشفى الامريكي وبالاتجاه نحو الشرق الى قصر السيف وهي كالاتي :

1- فريج العثمان نسبة لعائلة العثمان

2- فريج الصقر نسبة لعائلة الصقر

3- فريج البدر نسبة لعائلة البدر

4- فريج المرزوق نسبة لعائلة المرزوق

5- فريج الخالد نسبة لعائلة الخالد

6- فريج سعود نسبة للشيخ سعود الصباح

7- فريج غنيم نسبة لعائلة غنيم

اما الفرجان الداخليه التي تقع خلف هذه الاحياء هي كا الاتي

1- فريج السبت نسبة لعائلة السبت

2- فريج العدساني نسبة لعائلة العدساني

3- فريج العتيقي نسبة لعائلة العتيقي

4- فريج المديرس نسبة لعائلة المديرس

5- فريج البودي نسبة لعائلة البودي

6- فريج العجيل نسبة لعائلة العجيل

7- فريج الفلاح نسبة لعائلة الفلاح

8- فريج الساير نسبة لفريج الساير

9- فريج السبعان نسبة لقبيلة السبيع

10- فريج الحميدي نسبة لعائلة الحميدي

11- فريج الضبيه نسبة الى شاوي الظبيه

12- فريج الفوادره نسبة الىجماعة الفوادره الذين وفدوا من بر فارس

13- فريج عنزه نسبة لقبيلة عنزه

14- فريج العجيل نسبة لعائلة العجيل

15- فريج المهاره نسبة الى مجموعة من الناس وفدت من اليمن من منطقة المهره في اقصى جنوب اليمن .

اما الصالحيه فقد اعتبرها كثير من الناس بأنها منطقه سكنيه مثلها مثل الشرق او القبله او المرقاب وهناك من اعتبر الصالحيه جزء من منطقة القبله وهي لاتتعدى عن كونها حي من احياء القبله ونحن نتفق مع هذا الرأي الى حدما حيث ان الصالحيه اصغر من ان تكون منطقه واكبر من ان تكون حي او فريج وسوف نتكلم عنها بشئ من التفصيل لاحقا حيث ان بها عدد قليل من الاحياء (الفرجان) ولكن ادخلنا هده الاحياء مع احياء منطقة قبله لاننا نعتقد فعلا بانها جزء من القبله وهي منطقه ثانويه للقبله.

اما البرايح وهي جمع لكلمة في اللهجة المحلية وهي البراحة وهذه الكلمة مأخوذة من كلمة برحة وهي كلمة عربية تعني الاتساع والكبر وتعني هنا الساحة الكبيرة البرحة الموجودة بين البيوت الاحياء الكويتية والبرايح الموجودة في منطقة القبلة هي :-

1- براحة أبن سبت 2-براحة عباس او الفوادره

3- براحة الفلاح 4- براحة السبعان

5- براحة حمود الناصر 6- براحة الضبيه

ب – اما مساجد هذه المنطقه فهي كا التالي موزعة حسب اقدمية تأسيسها في المنطقه فقط وليس في مدينة الكويت والمساجد هي:-

اسم المسجد سنةالتأسيس

1 – مسجد الابراهيم 1696 اول مسجد ويعرف بمسجد بن بحر

2 – مسجد العدساني 1747

3 – مسجد الحداد 1776

4 – مسجد الياسين 1784

5 – مسجد السوق 1794

6 – مسجد العبد الرزاق 1797

7 – مسجد بن سلامه 1810

8 – مسجد المديرس 1810

9 – مسجد المرزوق 1813

10 – مسجد الخالد 1818

11 – مسجد عريمان “ابن فارس” 1844

12 – مسجد الفهد 1858

13 – مسجد بن نبهان 1874

14 – مسجد الهارون 1878

15- مسجد الساير الشرقي 1893

16 – مسجد ناصر البدر 1897

17 – مسجد علي بن حمد 1900

18 – مسجد محمد بن بحر 1907

19 – مسجد العثمان 1907

20 – مسجد الصقر 1911

21 – مسجد بن شرف 1919

22 – مسجد ملا صالح 1919

23 – مسجد الساير القبلي 1919

24 – مسجد مرزوق البدر 1922

25 – مسجد العجيري الاول 1934

26 – مسجد العجيري الثاني 1946

27 – مسجد نايف 1948

هذه هي المساجد المبنيه في القبله والجدير بالذكر ان اول مسجد بني في الكويت كان في منطقة القبله

2- منطقة الشرق :-

وتحتل منطقة الشرق القسم الشرقي من المدينة والتي تبداء من راس عجوزه شرقا وعلى امتداد ساحل البحر الى قصر السيف وبهيته غربا ومن قصر السيف شمالا حتى حي الصوابر جنوبا اما من الشمال فيحدها البحر .

لقد ادخلنا المنطقه الوسطى والتي تشمل منطقةالاسواق والمنطقه المحيطه بقصر السيف ظمن منطقة الشرق

طبعا عندما ننظر الى منطقة الشرق فأننا نجدها لاتختلف كثيرا عن منطقة القبله من حيث شكل المباني فالشكل العمراني للمنطقتين شكل واحد ولكن يختلف السكان الذين يعيشون في المناطق السكنيه حيث ان اهل القبله عموما أكثر غنى اوثروه من اهل الشرق كما يستطيع اهل الكويت ان يعرفوا بعضهم من الكلام واستخدامهم لبعض الكلمات التي تسخدم في شرق ولاتستخدم في قبله فأهل الشرق لهم مفردات وكلمات خاصه يستعملونها هم فقط ولايستعملها اهل القبله ونستطيع ان نقول انها لهجه خاصه بأهل شرق .

فالشرقاويين على سبيل المثال يسمون سور النقعة الذي في البحرالقاف وأهل القبله كانوا يسمونه السور او الحامي كما ان اهل الشرق يستبدلون احرف الكلمات باحرف اخرى غيرها في بعض الكلمات وليس كلها مثل الحرفين “تش” بدل من حرف السين ومثال على ذلك كلمة شوف فتتغير عند الشرقاويين وتصبح “تشوف” ويقلبون حرف “الدال” الى حرف “التاء” ومثال على ذلك كلمة “الدكان” حيث تتحول الى كلمة “التّكان” وحرف “السين” الى حرف “الصاد” ومثال ذلك كلمة “السكه” تصبح عندهم “الصّكه” وهكذا .

كما يلاحظ على ان تجار اهل شرق اغلبهم ظلوا متمسكين في حرفتهم الرئيسيه وهي الغوص الولؤ ولم يغيروها ولم يمارسوا تجارةالسفر مثل اهل القبله بل انهم يستنكفون بتجارة السفر ويعيرون اهل القبله بأنهم تركوا التجاره الصحيحه وتحولوا عنها الى مهنه تعتبر في نظر بعضهم وضيعه ولكن مع مرور الزمن انتبه أهل الشرق ومارسوا التجاره بعد ان مارسها اهل القبله قبل منهم .لفترة طويلة من الرمن اما البحاره من اهل الشرق وهم من الفقراءالمغلوب على امرهم حيث انهم مثل اخوانهم البحاره من اهل القبله فانهم عندما يعودون من الغوص في اخر موسم الصيف فأنهم يستعدون للسفر في الابوام في فصل الشتاءهذا بالاضافه الى ان هناك الاف من الاسر الكويتيه المعروفه والتي عاشت في داخل السور وعاشت مع الكويت في افراحها واحزانها في سعادتها وشقائها مر الحياة وحلوها فيها والتي لايوجد مجال لذكر اسمها في هذا الكتاب حيث ان هذا الكتاب ليس لتدوين اسماء العوائل فقط وانما لتسجيل طبيعة الحياة اليوميه لاهل الكويت ولهذا فاننا نلتمس العذر من العوائل التي لم يرد اسمها هنا راجين منهم ان يقدروا حدود امكانياتنا ويقبلوا عذرنا . و تتميز منطقة الشرق بقية مناطق الكويت الاخرى بانها من اكثر المناطق كثافة بالسكان ولكن ليس هناك عدد دقيق يحدد عدد السكان في هذه المنطقه وان كان يعتقد بانه حوالي اربعون الف نسمه في هذه المنطقه فقط وليس الكويت كلها وذلك في اوخر عهد الشيخ احمد الجابر

ا- اما الاحياء السكنيه الكبيره في منطقة الشرق والمطله على البحر ونبداء من قصر السيف وباتجاه نحو الشرق فأن اول حي يكون :-

1- فريج الشيوخ نسبة لاسر الشيوخ وفيه غالبية عائلة الصباح الحاكمة

2- فريج بن خميس نسبة عائلة الخميس

3- فريج بن رومي نسبة عائلة الرومي

4- فريج النصف نسبة عائلة النصف

5- فريج هلال نسبة لهلال بن فجحان المطيري التاجر المعروف

6- فريج المضف لعائلة المضف

7- فريج بورسلي نسبة لعائلة بورسلي وهي اول اسره تقطن الكويت

8- فريج العاقول نسبة لنبات العاقول وهو نبات صحراوي كان ينبت في هذه المنطقه

اما الاحياء او الفرجان الداخليه التي كانت خلف هذه الاحياء

1- فريج الفرج نسبة لعائلة الفرج

2- فريج العيد الرزاق نسبة لعائلة العبد الرزاق

3- فريج القناعات نسبة لعائلة القناعات

4-فريج أبن العليوه نسبة لعائلة العليوه

5- فريج بن رومي

6- فريج العوازم نسبة الى جماعة من قبيلة العوازم

7- فريج الرشايده نسبة الى جماعه من قبيلة الرشايده

8- فريج المطران نسبة الى جماعة من قبيلة مطير

9- فريج الصوابر نسبة الى جماعه من قبيلة العوازم

10- فريج القرويه لجماعه من اهل القرى مثل الفنطاس وابوحليفه والمنقف

11- فريج الحساويه نسبة الى ناس وفدوا من منطقة الاحساء والقطيف

12- فريج البحارنه نسبة للناس الذين وفدوا من البحرين

13- فريج البلوش نسبة لجماعه وفدت من بلوشستان وهي المنطقه التي تقع بين ايران وباكستان

14- فريج العوضيه نسبة لجماعه وفدت من مدينة عوض بفارس

15- فريج القبنديه نسبة لجماعه من مدينة قابند بفارس

16- فريج الميدان نسبة الى مطبة شرق

17- فريج الزهاميل نسبة الى الزهاميل والذين ينتسب لهم اسرة الدبوس

اما اهم البرايح الموجده في هذه المنطقه فهي كا التالي :

1- براحة مبارك 2- براحة الماص

3- براحة الدبوس 4- براحة أمجيبل

5- براحة الشيوخ 6- براحة العوازم

7- براحة القرويه 8- براحة الطبيخ

9- براحة البحارنه 10- براحة بن جبل

11- براحة القناعات 12- براحة ابن عسق

اما مساجد الشرق فهي كالاتي مدونه حسب اقدمية بنائها.

اسم المسجد سنة التاسيس

1 – مسجد الخليفه 1737

2 – مسجد الخميس 1772

3 – مسجد النصف 1776

4 – مسجد مبارك 1782

5 – مسجد سعود 1788

6 – مسجد النومان 1807

7 – مسجد القطامي 1834

8 – مسجد الحمدان 1844

9 – مسجد المطوع 1870

10 – مسجد المطبه 1893

11 – مسجد المضف والاسحاق 1896

12 – مسجد ابن هبله 1898

13 – مسجد الناهض 1900

14 – مسجد عبدالاله 1912

15 – مسجد العطيبي 1915

16 – مسجد سعد اخو ناهض 1916

17 – مسجد الرومي 1920

18 – مسجد دسمان الصغير 1930

19 – مسجد دسمان الكبير 1931

هذه هي المساجد الموجوده في الشرق حتي عام 1950

3- منطقة المرقاب :-

تقع منطقة المرقاب في اقصى جنوب مدينة الكويت وبعيدا جدا عن البحر في منطقة عاليه ومرتفعه قليلا عن مستوى سطح البحر ويقال انها كانت منطقة مراقبه لتحركات الاعداء اثناء غزوهم وغاراتهم وانها اطلق عليها هذا الاسم لانها كانت مكان للمراقبه. وتعتبر المرقاب من اكبر مناطق الكويت مساحة ولكنها من اقلهم عددا للسكان. فيحدها من الناحيه الغربيه ساحة الصفاة وقصر نايف ويحدها من الناحيه الشماليه دروازة العبدالرزاق ومنطقة الاسواق. اما من الناحيه الشرقيه فيحدها منطقة الشرق وبالذات منطقة الصوابر اما من الناحيه الجنوبيه فيحدها السور وكذلك المجاص .ان من أصعب العمليات هي تحديد المناطق القديمه والتي ازيلت وأختفت معالمها وخصوصا منطقة المرقاب حيث ان هناك عدة اراء حول هذه المنطقه فهناك اراء تحدد المرقاب بمنطقه صغيره جدا وهناك رائ اخر يختلف كليا حيث ان المرقاب في رأيه تشمل نصف الكويت من الناحية الجنوبيه وان كانت هناك اراضي كانت خاليه لم تقام عليها مساكن وهذا هو رأينا كمااننا نرى ان من اهم الاسباب التي تجعل كثير من الناس يقول ان منطقة المرقاب منطقة صغيره هي وجودها بالقرب من منطقة الرميله والحريه ذات السمعه السيئه حيث كانت تمارس في هاتان المنطقتان كل انواع الفساد والرذيله ولهذا يحاولون اهل المرقاب قدر المستطاع في ان يقولوا بأن المرقاب هي النطقه المحصوره بين الصفاة شمالا ودروازة الشاميه جنوبا وقصر نايف غربا ومنطقة ام صده شرقا. وهذا الرأي يخالف الاراء الاخرى التي تقول بان منطقة المرقاب هي من اكبر المناطق في الكويت .

تعتبر منطقة المرقاب من المناطق التي انشئت في عهد متأخر على انشاء الكويت وهدا يعني انها منطقه حديثه نسبيا اي ان انشائها جاء بعد انشاء القبله والشرق بفترة طويله من الزمن ولايعرف بالتحديد في اي سنة انشئت او في عهد اي من حكام الكويت وان كان يعتقد بانها ظهرت بعد عام 1875 كا منطقه سكنيه ومنطقة المرقاب تاخذ شكل المثلث تقريباً قاعدته السور بين بوابة “دروازة” البريعصي او الشعب وبوابة “دروازة” نايف او الشاميه وراسه دروازة العبدالرزاق .

اما من ناحية المساحة فتعتبر هذه المنطقه من اكبر المناطق مساحه واقلها عددا بالسكان حيث ان بهذه المنطقه مساحات كبيره من الارض خاليه من المباني .اما سكان هذه المنطقه فهم جميعا من اصول عربيه هاجروا الى الكويت من الجزيره العربيه واستقروا فيها حيث انهم وفدوا من منطقة نجد الواقعه في وسط الجزيرة العربيه فالنجديين أو النجاده كما يسميهم اهل الكويت هم الذين أنشئوا منطقة المرقاب واصبحت موطنا لهم ولكنهم ظلوا على اتصال دائم لم ينقطع بأقربائهم وذويهم في في مدن نجد وقراها والذي هو موطنهم الاصلي بعكس اولئك الكويتين الذين وفدوا من الجزيره استقروا في القبلة والشرق التي اصبحت صلتهم قليله مع اقاربهم بسبب قدم هجرتهم الى الكويت .

من الملاحظه العجيبه والتي تجدر الاشاره لها في هذه المنطقه بان منطقة المرقاب قليلة الفرجان اوالاحياء وان هناك كثير من الناس من يقول بأن المرقاب هو عباره عن فريج واحد يختلف عن بقية المناطق الاخرى التي بها العديد من الفرجان او الاحياء ويقولون ان سبب ذلك يعود لكون منطقة المرقاب منطقه حديثه التكوين بالاضافة الى انها قليلة السكان وانها استعاظت عن الفرجان بكثرة الدواوين وان مقر كل ديوانيه كانت تمثل الفريج وكما يقول اهل المرقاب بان الدواوين اول ماظهرت في الكويت ظهرت في المرقاب ثم انتقلت فكرة الديوانيه او انتقل هذا التقليد الى بقية مناطق الكويت حيث اصبحت الديوانيه اليوم سمة من السمات التي يتميز بها المجتمع الكويتي عن بقية المجتمعات الخليجيه والعربيه حيث يندر ان يخلو اي بيت من الديوانيه

ا- اما أهم الفرجان والبرايح في المرقاب فهي كا الاتي :-

الفرجان :

1- الناصريه 2- فريج مسجدالوزان

3- فريج الحمود 4- فريج الريش

5- فريج الرندي

والبرايح الموجوده :

1- براحة الماص 2- براحة الرندي

3- براحة ابن حسن 4- براحة ابن شرف

5- براحة ابن شريم

ب- اما المساجد التي في المرقاب مودونه كا الاتي حسب اقدمية بنائها .

اسم المسجد سنة التأسيس

1- مسجد الفضاله 1900

2 – مسجد الشايع 1907

3 – مسجد الدماج 1908

4- مسجد ابن اسماعيل 1912

5- مسجد الفليج 1923 أزيل هذا المسجد

6- مسجد الأقصُمه 1924 أزيل هذا المسجد

7- مسجد علي العبد الوهاب أزيل هذا المسجد

8- مسجد الشملان 1944

9- مسجدالوزان 1946

10-مسجد الحمد 1950

ثانيا المناطق الفرعيه:-

هناك العديد من المناطق السكن الفرعيه والتي كانت موجوده في الكويت وكان كثير من اهالي المدينه يعتبرنها مناطق سكن رئيسيه على قدر من المساواة مع المناطق الكبيره المعروفه فهذه المناطق كما ذكرنا سابقا اكبر من الفريج واصغر من المنطقه الرئسيه ولذلك فان الفرجان لاتوجد بها وعلى هذا الاساس فأن هناك قسم اخر من الاهالي أعتبر هذه النطقه فريج كبير وكلا الطرفين برأينا قد جانبه الصواب ولهذا فاننا نبين هنا اهم المناطق الفرعيه

وهذه المناطق كما ذكرنا سابقا هي كالاتي :-

1- الوسط 2- الصالحيه 3- الصوابر 4- دسمان

وسوف نتطرق الي بدراسة بسيطه وموجزه لكل منطقه من هذه المناطق .

1- منطقه الوسط:-

تقع هذه المنطقه في منطقه هامه ورئيسيه من المدينه حيث انها ترتبط ارتباطا وثيقا بين الاسواق التجاريه والميناء في كونها همرة وصل بين الميناء والاسواق لكونها تطل على البحر مباشره من الناحية الشماليه كما يحدها من الناحيةالغربيه منطقة القبله ومن الناحية الشرقيه منطقة الشرق اما من الجنوب فيحدها منطقة الاسواق ومسجد السوق الكبير. وساحة الصفاة بالاضافة الى هذا فأن منطقه الوسط يوجد بها مقر الامارة والحكومه الا وهو قصر السيف كما يوجد بها ايضا ادارة الجمارك والميناء القديم (الفرضه) وبركة الماء الذي يجلب اليها ماء شط العرب ومراسي السفن التجاريه بالاضافة الى قصور الشيوخ من اسرة ال الصباح كما توجد بها الاسواق كلها بما فيها الاسواق القديمه التي انمحت مثل سوق اليهود كما يوجد في هذه المنطقه المدرسه المباركيه اول مدرسه حكوميه في الكويت ومكتبة بن الرويح اول مكتبه تبيع الكتب في الكويت .

2 – منطقة الصالحيه:-

سميت الصالحيه بهذا الاسم نسبة الى ملا صالح الذي اسس بها اول مسجد حيث اخذت هذه المنطقه اسم الملا صالح وتعتبر منطقة الصالحيه الجزء الحديث من منطقة القبله وهى الامتداد الطبيعي والتوسع لها فهي منطقه سكنيه بحته خالية من الاسواق فمنطقة الصالحيه تقع في المنطقه المحصوره بين ساحة الصفاة من الناحية الشرقيه وبوابة الجهراء من الناحية الغربيه اما من الناحية الجنوبيه فيحدها قصر نايف والمقبره ام من الناحية الشماليه فيحدها الطريق الذي يربط ساحة الصفاة بوابة الجهراء والذي كان يسمى طريق الجهره وكان في هذه المنطقه المدرسه القبليه للبنين بالاضافه الى مدرسة المطوع محمد العجيري ابوالدكتور صالح العجيري الفلكي المعروف

3- الصوابر:-

الصوابر سميت بهذا الاسم نسبة الى فخذ من قبيلة العوازم سكنت في هذه المنطقه منذ فترة طويله وتعتبر الصوابر احدى المناطق الفرعيه لمنطقة الشرق فهي منطقه داخليه لها وتقع في الجزء الجنوبي منها وان كان يصعب تحديد موقع هذه المنطقه بدقه بسبب تداخل البيوت بعضها ببعض ولكن يمكن القول على وجه التقريب بانه يحدها من الناحية الشماليه شارع دسمان ودروازة العبدالرزاق ومن الناحية الشرقيه يقع فريج المطبه الذي يعزل الصوابر عن منطقة دسمان

4- دسمان :-

سميت منطقة دسمان بهذا الاسم نسبة الى القصر الذي بناه الشيخ جابر المبارك الحاكم الثامن للكويت والنجل الاول للشيخ مبارك الصباح فهذه المنطقه في اقصى الشرق عند راس عجوزه وهي منطقه مثلثة الشكل راسه التقاء السور مع البحر في خليج الكويت وضلعه الايمن السور الذي يمتد من راس عجوزه حتى بوابة الصباح وقاعدته الطريق الذي يسير في الاتجاه الشمالي الجنوبي ويربط بوابة الصباح بالمستشفى الاميري تاركا كراج الحص في الناحية الغربيه منه اما الضلع الايسر من هذه المنطقه فهي الشريط الساحلي والذي يربط المستشفى الاميري بقصر دسمان مرورا بدار المعتمد البريطاني .

البيوت والمنازل

عندما نتكلم عن بيوت الكويت بالامس القريب فاننا نتكلم عن البيت العربي بكل مايحمل من مزايا وعيوب فالبيت في الكويت .هو نفسه البيت الذي في الخليج كما في العراق والشام وكل الدول العربيه فبيوت الكويت بالامس نجدها تختلف اختلافا كليا عن البيوت الحديثه فهي تختلف من حيث شكلها وتختلف ايضا من المواد التي بنيت منها فقد بنيت تلك البيوت اما من الطين والبن والاحجار البحريه او الطابوق الاصفر والجص اما في الوقت الحاضر فانها تبنى من الاسمنت والطابوق الاسمنتي والحديد المسلح .

فبيوت الامس كانت تتماشي مع طبيعة البيئه والجو الحار الذي تمتاز به هذه المنطقه فمنطقة الكويت هي من المناطق الطارده للسكان بسبب اختلاف درجه الحراره بين الصيف والشتاء بالاضافة الى المدى الحراري بين الليل والنهار ولهذا فاننا نلاحظ ان البيوت التي كانت قريبه من البحر تكون ذات مستوى راقي في تقدير الماضي وكانت كبيره الحجم واسعارها مرتفعه في سوق العقار حيث أعتبرت المناطق القريبه من البحر وخصوصا التي تقع علي شارع السيف مناطق سكنيه من الدرجه الاولى يسكنها الاغنياء والعائلات الكبيره في كلا المنطقتين المطلتين على البحر وهما الشرق والقبله.فمن المعروف ان البحر يلطف الجو في الصيف ويقلل من الاتربه والغبار بالاضافه الى ان موقع البيوت القريب من البحر كان له ارتباط بطبيعة عمل سكان هذاالبيوت حيث ان اغلب اصحاب هذه البيوت كان لهم (انقع والانقع) هي جمع نقعه وهي الميناء الصغير الذي يحمي السفن الخشبيه من الامواج الكبيره التي تظرب الساحل في فترات العواصف عندما تكون هذه السفن على الساحل غير مسافره.

كان البيت الكويتي القديم يمتاز بعدة مميزات منها ان حوائط المنزل الخارجية عالية جدا وهذا النمط من الحوائط فرضته العادات والتقاليد العربية الأسلامية التي سارت عليها الكويت مند القدم بحيث يمنع الغريب من الاطلاع على من بداخل المنزل (يكشف البيت) كما يقولون لقد كانت تخلو حوائط المنزل الخارجيه من النوافذ أو الشبابيك وان وجدت فأنها تكون على ارتفع عالي لئلا يسمع منها صوت المرأه الذي يعتبر عوره ولايجوز ان يسمعه من في الخارج بالاضافه الى انها عازل حراري واما شبابيك المنزل فانها تطل على الحوش او الفناء الداخلي كما أن بعض غرف المنزل بها فتحات لتكيف الهواء الطبيعي وتسمى هده الفتحات “بالباجدير” وهذه الفتحات توجد في برج مبني على اعلى مكان في البيت وتطل على الجهات الاربع بحيث يدخلها الهواء من اي اتجاه يأتي ويسير الهواء في ممرات صغيره مبنيه في الحوائط وهي تشبه “دكت” مكيفات الهواء المركزي في ايامنا هذه وتصل هذه الممرات الى غرف المنزل .هذه الفتحات لها ابواب صغيره موجوده في الغرفه ويمكن اغلاقها في ايام الشتاء عندما يكون الجو بارد . اما غرف المنزل فتبني من الطين واللبن وتمسح حوائطها بالجص او الجير الابيض وسقفها يبنى من خشب “الجندل” الافريقي الذي يدهن بماده سوداء تسمى “الطاري”او يستخدم بدلا من “الجندل ” الخشب الأحمر المربع والذي يعرف محليا بالخشب “ابو حز” كذلك يوضع فوق “الجندل” خشب البوص الطويل المشرح والذي يسمى “الباسجيل” ويوضع فوقهما “حصران البواري” وفوق هذه الاخشاب توضع طبقه من الطين ثم فوقها طبقه من الرماد الذي يؤخذ من المطبخ ثم طبقه اخرى من الطين حتي لايكون هناك تسريب او خرير للماء في سقف الغرفه اثناء سقوط الامطار.يقول البناؤن ان هذه الطريقه هي الاسلوب الفعال والمضمون الذي لايسمح مهما كانت الامطار قويه في التسريب المياه الى الغرفه ولكن في وقت متأخر عندما بداء باستخدام الاسمنت في البناء اخذت تمسح ارضيةالسطح بالاسمنت وقايةاكبر من الخرير .

لقد جرت العاده وطلبا للبروده في ليالي الصيف الحاره يكون نوم اهل البيت على الاسطح المكشوفه للمنازل وهذه الاسطح تكون في العاده مجزائه ومفصوله بالحوائط التي تكون ساترا للاسر العديده اثناء نومها والتي تقطن في البيت

كما يوجد في سطح المنزل عدة غرف ذات استعملات متعدده لها اسماء خاصه وهي كا الاتي

“المصباح “:

وهي عباره عن سقيفه او تعريشه او ليوان له ثلاث حوائط قصيره لاتصل الى السقف تسمح بدخول الهواء وليس له ابواب تستخدم للنوم في فصل الصيف صباحا بعد ان تشرق الشمس وينام في “المصباح” عادة الرجال كبار السن او الاطفال الذين لا يذهبون الى العمل او المدرسة. أما الرجال الذين لديهم اعمال يوميه فلاينامون في المصباح في وقت الصبح فأنهم يكونون في امكان اعملهم .ولكن قد ينامون في المصباح في اوقات العطل والاعياد . اما ربات البيوت ومن في حكمهن فان اعمال المنزل تكون في انتظارهن في هذا الوقت .

“الكنجيه” :

والتي هي مخزن للبيت توضع به الأشياء الغير مستخدمه كان يكون استخدامها استخدام فصلي مثل الملابس الشتوية والبطانيات في فصل الصيف ,كدلك العكس في فصل الشتاء وغيرها من الأشياء “فالكنجيه” وضعت نظرا لان البيوت في ذلك الوقت لم يكن بها سراديب او قبو ولهذا فان الكنجية قامت محل السرداب في ايامنا هذه .

“الغرفة”:

والتي هي عباره عن غرفه للنوم ينام فيها صاحب البيت وأهله في القيلوله نظرا لانها بارده حيث بها شبابيك “وباجدير”وينطبق عليها ما ينطبق على غرف النوم العاديه التي في المنرل باستثناء انها في السطح وهي لنوم الظهر فقط كما انها بعيده عن الازعاج الذي يكون في البيت .سميت بالغرفه وذلك لتمييزها عن غرف النوم التي في المنزل حيث غرفة النوم تسمى باللهجه الكويتيه دار النوم .

ألاحوشة:

تتكون معظم البيوت العربيه في العاده من عدة احوشه او افنيه غير مسقوفه تسمح بدخول الشمس الى البيت ويكون حول الحوش أو الفناء عدة غرف يختلف عددها من منزل الى اخر وذلك حسب حجم البيت وامكانيات صاحبه الماديه فبيوت العوائل او “بيوت الحمايل” الكبيره ذات الامكانيات الماديه القويه والتي اعداد افرادها كبير تكون اعداد الغرف النوم فيه كثيره اما العوائل التي امكانياتها الماديه محدوده فان الغرف النوم في البيت تكون قليله وتكون في المتوسط مابين ثلاث الى اربع غرف .

 

اما الأحوشه التي يتكون منها البيت هي :-

1- حوش الديوانيه :-

هو الواجهه الرئيسيه لمكانة صاحب البيت اقتصاديا واجتماعيا فمن المعروف ان الديوان هو المجلس الذي يلتقي به افراد الفريج من الرجال يوميا في هذه الديوانيه كذلك يلتقون في الاعياد والمناسبات الاجتماعيه وعادة يكون حوش الديوانيه به التخوت والكراسي التي يجلس عليها الرجال من اصحاب البيت وضيوفهم في ليالي الصيف الحاره كما يوجد غرفة المقاعد وهي المجلس الرئيسي الذي يجتمع به الرجال لتبادل الاخبار ومناقشة شئون البلاد والعباد فأثاث غرفة المقاعد هي الدليل الذي يبين مكانة صاحب الديوانيه الماديه فكلما كبرت غرفة المقاعد كلما بينت القوه التي يتمتع بها اصحاب الديوانيه ونفوذهم في المجتمع. وعادة تكون هناك في الدواوين الكبيره غرف اصغر في حجمها من غرفة الديوانيه الرئيسيه وهي عباره عن مجالس صغيره للاجتماع اليومي او أن يجتمع فيها الشباب من اهل البيت واصحابهم الذين في سنهم او انها غرف لنوم الضيوف او “الخطار” كما كانوا يسمونهم في ذلك الوقت والذين كانوا يفدون من خارج البلاد بالاضافة الى ان كثير من الدواوين يكون فيها غرف صغيره خاصه في تحضير القهوه والشاي وغيرها من مشروبات التي تقدم في المناسبات وهناك دواوين اخرى يكون فيها (الوياق او الوجاق) وهو المكان الذي توضع فيه دلال القهوه حيث تطبخ وتكون في نفس غرفة المقاعد بدلا من غرفة الشاي او القهوه كما توجد غرفة المضيف والتي هي غرفة لاكل الرجال من اهل البيت حيث ان الرجال كانوا يأكلون منفردين دون النساء او للولائم التي تقام بالمناسبات وفطور رمضان وكدلك الاعياد.

2- حوش الحرم او الحوش العود :-

وهو الحوش الرئيسي وهوعباره عن فناء كبير غير مسقوف يساعد على دخول اشعة الشمس اليه بالاضافة الى تجدد الهواء في البيت كما ان اغلب البيوت القديمه فيها ليوان واحد او عدة لواوين والتي هي عباره عن ممرات مسقوفه ليست لها حوائط وانما فيها عدة أعمده من الخشب وعدة ما تكون من خشب الساج الهندي يكون في رأسها مثل التاج الخشبي المحفور تحمل السقف وتسمى هذه الاعمده بالسناطوين ومفردها سنطوانه هذا الليوان يطل على الحوش مباشره ويكون امام غرف النوم حيث يكون الليوان منطقة حماية للغرف من اشعة الشمس والتقلبات الجويه

كما يكون في العاده بالحوش العود بركة الماء العذب والتي يحصل على مائها من الامطار عندما تتساقط في فصل الشتاء وسوف نتكلم عن هذا الموضوع عندما نتطرق الى موضوع الماء .

اما غرف النوم فهي تعتمد على حالة صاحب البيت الماديه فاذا كانت حالته الماديه جيده فان غرفة النوم تكون كبيره ويكون بها سرير كبير له ولاأهله فقط بالاضافه الى وجود الخزانات او”الكبتات” و”الصندوق المبيت والكاشونه” اما الاولاد فأن لهم غرفتهم الخاصه اما اذا كانت حالة صاحب البيت الماديه معسره فان غرفة النوم تخلو من السرير والكبت ولكن بها “الكاشونه والصندوق المبيت” واما الفراش او “الدوشج” فانه يوضع على الارض كما يوجد بها ايضا مايعرف “بالكشكبان” وهي سندره صغيره مصنوعه من الخشب حجمها حجم الفراش او اكبر قليلا وتغطى بستاره من القماش ويكون بها فراش رب البيت واهله ولها درج صغير يصعد منه الى “الكشكبان” اما الاولاد فانهم ينامون ايضا مع والديهم في هذه الغرفه وذلك لقلة عدد الغرف الموجوده في البيت

3 – حوش المطبخ :-

يكون عادة حوش المطبخ في البيوت المتوسطه والكبيره اما البيوت الصغيره فانها تخلو من حوش المطبخ ولكن يكون فيها غرفه تكون هي المطبخ . وحوش المطبخ يتكون من ثلاث اقسام رئيسيه هي :-

ا- المطبخ :

وهي المكان الذي يتم فيه طبخ الوجبات الثلاث ففي المطبخ عدة مواقد للقدور مابين ثلاثه مواقد الى خمسه مواقد حسب كبر المطبخ وعدد افراد الاسره ولذلك ترى لون المطبخ اسود من كثرة السخام (السنون) من كثرة الادخنه فقد كان الوقود المستخدم في ذلك الوقت هو سعف النخيل بالدرجه الاولي والذي يتم شرائه من الفرضه و هذا السعف يتم استيراده من ايران او العراق ثم ان الماده الثانيه التي تستخدم كا وقود هي (الجله) وهي روث الجمال المجفف والذي يتم جمعه من الصحراء ثم بعد ذلك هناك نبات العرفج الذي يقطع من الصحراء ايضا كل هذه المواد هي مواد كثيرة الدخان ولهذا فان المطبخ يكون في العاده لونه اسود من كثرة الادخنه المتصاعده من الوقود المستخدم كما ان المطبخ تكون به مدخنه كبيره تكون فوق المواقد بالاضافه الى ان هناك قسم من المطبخ يوضع فيه مواد الوقود .

ب – دار الكيل :

وهي المكان الذي يخزن به المواد الغذائيه او “الماكله” التي تستخدم في الطبخ والاكل من رز وسمن وتمر وطحين وملح وبهارات وخلافه وهي عادة تكون ملاصقه للمطبخ .

ج – بالوعة الزاد :

وهي المكان الذي يتم فيه غسل القدور واواني الاكل وهي عباره عن حفره مغطاة بالخشب ترمي فيها مخلافات الطبخ وفظلات الاكل ويبنى فوقها بنيان صغير من الاسمنت رباعي او دائري الشكل وهذا البنيان اقرب مايكون في شكله الى بانيو القدم في الحمامات الحديثه كما يكون بالقرب من البالوعه تخت المواعين الذي توضع عليه القدور والصحون بعد غسلها .

4- حوش ( الجليب ) البئر :-

في كثير من البيوت يكون حوش الجليب مدمج مع حوش المطبخ ولكن هناك بيوت يكون هذا الحوش منفصل عن حوش المطبخ ويكون به باب خاص به حتى يستر من يريد استعمال الحمام او المرحاض ويكون بالقرب من زريببة الاغنام او حوش الغنم وعادة حوش الجليب يتكون من الاتي :-

5- الجليب أوالبئر :

. لايخلو تقريبا اي بيت في الكويت من الجليب والذي هو في العاده بئر ماء أجاج أو قليل الملوحه غير صالح للشرب يتم حفره في المنزل ويكون في مكان منعزل وصاد عن اعين الناس وأعين من في البيت والجليب في العاده تستخدم مياهه للاغتسال وغسيل الملابس والاواني المنزليه ويستخرج ماء الجليب عن طريق رفع او زعاب اهل البيت الدلو حيث لم تكن في تلك الايام مضحات لسحب المياه

ب – المسبح او الحمام :

. وهوعباره عن غرفه مغلقه وملاصقه للجليب وبها فتحه صغيره في اعلى الحائط الملاصق للجليب في هذه الفتحه يوجد أناء مصنوع من اما من الاسمنت او الخشب ويسمى (القرو)حيث يعباء هذا (القرو) بماء البئر وأسفله توجد فتحه صغيره تسمح بانسياب الماء منها وتغلق هذه الفتحه بقطعة قماش او قطعة خشب لكي يملاء هذا (القرو) بالماء و في العاده أعلى في مستواه من طول الرجل حتى يتمكن من الاستحمام

ج – المرحاض او “الادب “:

. لم تكن المراحيض في تلك الايام كما هي عليه اليوم فمرحاض امس كان غرفة صغيره جدا لاتزيد عن متر في متر وبها حفره اوجوره مغطاة بالخشب وبه فتحه في المنتصف ويوضع فوق الخشب الطين اوالتراب وبعد الاستخدام اليومي لهذا المرحاض من قبل اهل البيت فانهم يرمون رماد المطبخ على الفضلات البشريه الموجوده في الجوره حتى لاتنبعث الروائح منها لم يستخدم المرحاض في الكويت الا في فترة متأخره اما قبلها فقد كان النساء من اهل البيت يقضون حوائجم البشريه اما فوق الاسطح او في حوش مخصوص لهذا الغرض يسمى “ذاك الحوش” اما الرجال فيقضون حوائجهم اما خارج البيت في الخلااو على السيف او البحر .

 

6- حوش الغنم :

حوش الغنم او الدبش وهي الزريبه او الحظيره التي توضع فيها الحيوانات من غنم وماعز وبقر ودجاج وغيرها من الحيوانات الداجنه حيث يستفاد من هذه الحيوانات بأن يأخذ حليبها او بيضها في تغذية اهل البيت وكانت هناك عنايه خاصه في هذا الحوش حيث انه ينظف يوميا من الاوساخ التي تتركها هذه الحيوانات خوفا من الامراض التي تصيب الحيوانات ويمكن ان تصيب البشر وكان يوضع مكان خاص به قدر كبير للعلف يسمى ماعون “الفخار” والفخار هو علف الحيوانات والذي يتكون من التمر القديم ونواة التمر والشعير المطبوخ بالماء بالاضافه الي فضلات الاكل وقشور الفاكهه التي كانت موجوده في ذلك مثل البطيخ “الرقي ” او الشمام ” البطيخ” في هذا الحوش توجد غرفه كبيره تحجز بها الحيوانات من ابرد والمطر في فصل الشتاء كما يوجد به عريش يضلل هذه الحيوانات من شمس الصيف المحرقه .وباب حوش الغنم كبير يسمح بدخول الحيوانات كاالابل والبقر وما شابهها وخورجها من هذا الحوش .

الحسينيات

بما ان ان هناك عدد كبير من الاخوه الشيعة من ذوي الاصول الفارسيه والذين وفدوا من بر فارس او من اصول عربيه وقد وفدوا من منطقة الاحساء في المنطقة الشرقيه من الجزيره العربيه قد استقروا وسكنوا في منطقة الشرق فانه لابد وان نرى في هذه المنطقه مظاهر المذهب الشيعي ومن اهم هذه المظاهر هي وجود الحسينيات ولذلك فان أغلب الحسينيات الموجوده في الكويت كانت متركزه في منطقة الشرق وهي مكان للاجتماع للمناسبات اللاجتماعية مثل الزواج وعقد القران كما هي أيضا المكان الذي يكون فيه تقبل العزاء عندما تكون هناك حالة وفاة بالاضافة الى انها مكان لتجمع علماء المذهب الشيعي حيث تتقام بها الشعائر الدينية وتشرح فيها الامور الدينية والدنيويه على حدا سواء كما تصدر منهافي بعض الحالات الفتاوي والاجتهادات المتعلقه بالامور اليومية بالاضافة الى دورها الاجتماعي و السياسي الفعال . فلقد لعبت الحسينية دورها السياسي الهام فعندما تحركت المظاهرات من جموع الاخوان الشيعة في عام 1938 كانت نقطة أنلاقها هي الحسينيات المعروفة في تلك الفترة ولولا تأيد الحسينيات للشيخ أحمد الجابر لما أستطاعت هذه الجموع البشرية الكبيرة بمقايس تلك الفترة القيام بهذه المظاهرات والمطالبة بدخول الشيعة في المجلس التأسيسي الذي لم يكن للشيعة أي تمثيل به ولذلك فأن الموقف السياسي للحسينيات بصورة عامة كان الرفض لهذا المجلس الذي رفض أن يدخل به الشيعة وتأيد الشيخ احمد الجابر في موقفه كما أن للحسينيات موافق سياسية عربية وأسلامية مشرفة مثل تأيدها للتحرير فلسطين

وتعتمد الحسينيات في دخلها المادي على التبرعات النقدية والعينية والوقف الاسلامي حيث تنصب عليها الهدايا والنذور من جميع المسلمين بغض النظر عن المذهب الديني من سنة وشيعة حيث كان الشيخ مبارك الصباح من ظمن الذين تبرعوا كذلك الشيخ جابر المبارك الصباح الذي تبرع بقطعة أرض قريبة من الحسينية الخزعلية ظمت لها كما أن الشيخ عبد الله السالم قد تبرع بمبلغ خمسون الف روبية وتبرع أيضا الشيخ صباح الناصر بمبلغ ثلاثون الف روبية وذلك لشراء بعض البيوت القريبة من هذه الحسينيات وذلك بقصد التوسعة لهذه الحسينيات

والحسينية نسبة للامام الحسين بن علي بن أبي طالب . وهي الكلمة التي تطلق على المكان الخاص الذي يجتمع فية المسلمون الشيعة لاحياء الشعائر الدينية بصورة عامه وفي اي بلد من العالم اقيمت من أجل العزاء الذي يتجدد عند الاخوة الشيعه سنويا على ذكرى استشهاد سبط الدوحه النبويه الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم جميعا في موقعة كربلاء المشهوره في شهر عاشوراء حيث يجتمع الناس لسماع الخطب الدينية والمواعظ

ويرجع تاريخ أنشاء أول حسينية في الكويت 1272 هجري الموافق 1858 عندما أزاد عدد الوافدين الشيعة الى الكويت وأصبحت هناك حاجة الى قيام هذه الحسينيات عندما قام المرحوم سيد علي الموسوي ببناء أول حسينية من ماله الخاص على قطعة أرض كانت مملوكة له في الشرق في محلة الميدان وبالتحديد كان موقعها في (فريج البحارنة ) والذي تمت الأشارة اليه سابقا وعرفت هذه الحسينية بأسم (حسينية سيد عمران ) نسبة الى السيد عمران الموسوي القلاف مؤسـس هذه الحسينية ثم بعد ذلك قام المرحوم محمدحسين نصر الله معرفي في عام 1905 ببناء الحسينية الثانية والتي كانت تسمى الحسينية الشرقية في منطقة الشرق ولاتزال هذه الحسينية قائمة تؤدي دورها الى اليوم حيث إجري لها العديد من عمليات الترميم والتوسعة والتعديل ولكن لايزال البناء القديم قائم كما هو منذ أن أنشى .

وفي عام 1916 قام الشيخ خزعل بن كاسب بن مرداو حاكم منطقة المحمرة في إيران بزيارة للشيخ مبارك الصباح في الكويت فطلب أثناء زيارته هذه من الشيخ مبارك الصباح السماح ببناء حسينية ثالثة وذلك بناء على رغبة من بعض الكويتيين في بناء حسينية جديدة حتى تكفي الاعداد الكبيرة من الناس التى تفد الى هذه الحسينيات في أيام محرم فوافق الشيخ مبارك على هذا الطلب بل أنه نفسه ساعد على البناء عن طريق التبرع الذي دفعه لهذه الحسينية كما أن الشيخ جابر المبارك بعد أن تولى مقاليد الحكم تبرع هو أيضا كما أن الشيخ خزعل أيضا تبرع هو أيضا بمبلغ عشرة الاف روبية لاتمام هذا المشروع وقد قام بتصميم وتنفيذ البناء المرحوم الاستاذراشد الرباح المشهور ببناء سور الكويت الثالث المعروف عند أهل الكويت (براشد البناي )وساعده بالبناءالمرحوم الاستاذ علي اسطى أحمد بهبهاني

اما الحسينيات الموجوده داخل الديره فقط في منطقة الشرق وحتى عام 1950 والتي استطعنا معرفة تاريخ أنشائها هي كا الاتي

اسم الحسينيه تاريخ الانشاء

1 – حسينية الموسوي (سيد عمران ) 1858

2- حسينية معرفي 1905

3- حسينية الخزعلية 1916

4- حسينية الياسين 1919

5- الحسينية الجعرفية 1923

هذه الحسينيات مخصصة للرجال فقط ولكن هناك حسينيات موجودة في الكويت مخصصة للنساء وأن جاء بنائها متأخر بعض الشئ عن حسينيات الرجال حيث كانت النساء تجتمعن في مجموعات ببعض بيوت الملايات وكانت هذه البيوت عبارة عن حسينية نسائية وتقوم بنفس الدور الذي تقومه الحسينيات الرجالية وتتلقى الحسينيات النسائية أيضا التبرعات والهدايا والهبات وكذلك النذور التي تساعد هذه الحسينيات القيام في واجبها تجاه المجتمع النسائي الشيعي وبسبب قلة العلومات عن هذه الحسينيات وخصوصا عن تاريخ أنشائها هو الذي جعلنا لا نكتب عنها صورة دقيقة ولكن لدينا بعض المعلومات التاريخية مثل حسينية (السيدة فاطمة الموسوي ) والتي تعتبر أول حسينية نسائية في الكويت وتقع في فريج الشيوخ بشرق أما ثاني حسينية نسائية فهي حسينية عيدي في المنطقة الوسطى من مدينة الكويت والتي تقع بين منطقة الشرق والقبلة وقد أختلفت المصادر التي أستعنا بها عن تحديد أسم الحسينية النسائية الثالثة ولذلك أبتعدنا عن ذكرها حتى لانقع في الخطاء ولهذا فأننا نرجو المعذرة في عدم ذكرأسماء هذه الحسينيات

المقابر

بسب تعدد المذاهب الاسلاميه فأننا نجد بأن هناك العديد من المقابر داخل الكويت منها للسنه والشيعه الجعفريه بالاضافه الى مقبره لليهود وكذلك كانت هناك مقبره للمسيحين خارج المدينه الى الجنوب الغربي من بوابة الجهره في منطقة الشاميه حاليا تبرع بارضها الشيخ مبارك الصباح في عام 1913 الى الحكومه البريطانيه بالاضافه الى مقبره اخرى للمسيحين قرب الاربع السدرات في الشرق .

توجد في الكويت اربعة مقابر للسنةاثنتان منها في الشرق وهي مقبرة هلال ومقبرة مدوه بالاضافه الى المقبره القديمه التى تحولت الى حديقه والمقبره التي كانت تسمى الجديده وهي خلف قصر نايف والتى هي ملاصقه فندق المريديان وهي في منطقة القبله وكذلك هناك اربعة مقابر اخري للشيعه وجميعها في الشرق

ولكن لايعرف بالتحديد مكان اول مقبره في الكويت وان كان يعتقد بان اول مقبره في الكويت بانها كانت داخل السور الثاني و قريبة جدا منه فهي الى الشمال منه وسوق الخضره يحدها من الناحية الشرقية لها و كانت ملاصقه من الناحية الجنوبيه لمسجد بن بحر الموجود الحاليا ويقال بأن هذاالمسجد قد اقتطعت ارضه من هذه المقبره.وبيت النفيسي كان من الناحيةالغربيه لها وان هناك كانت مقبره ثانيه ولكن كانت خارج السورالى الجنوب من المقبرة الاولى ويقال ان انه لم تكن هناك مقبرتين بل كانت هناك مقبره واحده تضم كل المناطق السابق بالاضافه الى شارع المباركيه وسكة عنزه وشارع الغربللي والشارع الجديد وسوق الخضره وبراحة السبعان وسوق الصرافين والساحه التي امامه. وقدأختلفت الاراء حول مكان هاتين المقبرتين وقد يكون ان المقبرتين متداخلتين مع بعضهما البعض الامر الذي يصعب معه تحديد مكان كل مقبره على حدا

ولكن في عام 1831 عندما اصاب مرض الطاعون الكويت وهذه السنه مشهوره في تاريخ الكويت حيث سميت هذه السنه بسنة الرحمه الاولى لم تستطيع الناس الخروج الي المقابر لدفن موتاهم بسبب شده المرض وقوته وفتكه بالناس مما ادى الى كثرة الموتي الامر الذي جعل كثير من الناس تخشى الخروج الى الشوارع خوفا من الموت ولذلك أخذت كثير من الاسر بدفن موتاهم في البيوت وتحولت الكويت كلها الى مقبره بفعل هذا الوباء . اما حديقة البلديه الموجوده حاليا في اول شارع فهد السالم من الناحية الشرقيه فقد كانت مقبره ولم يدفن فيها احد منذ حكم الشيخان محمد وجراح وكان يطلق عليها المقبره القديمه وهذه كانت في منطقة الدهله بالقبله ولايعرف في اي سنه توقف الدفن فيهاولكن المؤكد بان الدفن قد توقف قبل عام 1896 وهوالعام الذي الذي تولى فيه الشيخ مبارك الصباح مقاليد الحكم بعد ان اطاح بأخويه من سدة الحكم حيث دفنا الشيخان محمد وجراح في المقبره التى هي ملاصقه لفندق المريديان كما ذكرنا ويقال بأن هذان الشيخان من اوئل الموتى الذين دفنوا في هذه المقبره وأن كان هناك من يقول بأنهما اول من دفن وان كنا لانعتقد صحة هذه المقوله حيث ان القبران لايزالا موجودان وموقعها في اقصى الناحية الجنوبيه الغربيه وهما بالقرب من شارع السور .وقد توقف الدفن فيها عام 1960 حيث تحول الدفن الى المقبره الحاليه في منطقة الصلبيخات

اما مقبره اليهود فقد كانت موجوده في الشرق ولايعرف مكانها بالتحديد ولكن يمكن ان تكون محصوره في المنطقه التي يحدها من الشرق مبنى التأمينات الاجتماعيه ومن الجنوب شارع الشهداء شارع الهلالي سابقا مقابل مركز الاطفاء قرب جاخور عبد الرحمن الرومي والى الغرب المقبره التي تطل على شارع خالد بن الوليد ومن الشمال مجمع الشرق لباصات شركة النقل العام هذه المقبره طمست اثارها بعد ان نزح اليهود الذين كانوا يعيشون في الكويت وتركوها قبل انشاء اسرائيل .

الاسواق والمواني :

منطقه الاسواق هي اساس الحركه الاقتصاديه الداخليه لجميع بلدان العالم فلاتوجد مدينه او قريه مهما كان حجمها الا وبها سوق لبيع البضائع والكويت ليست بالمدينة الشاذه عن مدن العالم فكان لابد وان يكون بها سوق يغدي المدينه بالسلع والحاجيات اليوميه . فالاسواق تاتي في المرتبه الثانيه من حيث اهميتها الاقتصاديه بعد التجاره الدوليه فلولا الاسواق المحليه لما قامت التجاره الدوليه .

اما اسواق الكويت القديمه فلها ميزة فريده في نوعها حيث ان اسواقها اسواق تخصصيه بمعني ان كل نوع من البضائع له سوق خاص به وهذه الميزه قلما وجدت في اسواق المدن الاخرى وهي اول المدن التي اتخذت هذا الاسلوب حيث تبعتها الكثير من مدن الخليج .كما انها تتركز في منطقه واحده هي منتصف المدينه فهي قريبه من المناطق السكنيه ويسهل الوصول اليها سيرا على الاقدام دون مشقه تذكر فجميع اسواق المواد الاستهلاكيه قريبة من بعضها ويمكن للمستهلك ان يشتري حاجياته ويعود الى منزله في دقائق معدوده فالمستهلك ليس بحاجه الى استخدام وسائل النقل كما ان الاسواق جميعها ماعدا ساحة الصفاة كانت مسقوفه بالخشب والبواري وسعف النخيل في اول الامر ثم بالصفيح “الشينكو” وهذا يساعد على التسوق بعيدا عن اشعة الشمس المحرقه

ياتي في مقدمة الاسواق الكويتيه

1 – سوق التجار( السوق الداخلي ) :

يقع هذا السوق في المنطقة الوسطى من مدينة الكويت في الاتجاه الشمال إلى الجنوب حيث يحده من الشمال قصر السيف ومن الجنوب سوق بن الدعيج ويقع في منطقة مرتفعة تسمى (البهيته ) ويقع في أوله من الناحية الشمالية السجن والذي يعرف بسجن (بن عمير ) نسبة الى الحارس الذي يحرس هذا السجن و يعتبر سوق التجار هو المركز الاقتصادي الأول في مدينة الكويت حيث توجد مكاتب (دكاكين)التجار ولا توجد في هذا السوق أي بضائع تعرض فكل المبيعات تباع في الجملة والى التجار المعروفين ببيع المفرق فمن هذا السوق تبداء الفعاليات الاقتصادية حيث أن كبار التجار ورجال الاعمال الكويتيتن متواجدون في هذا السوق حيث تتم الصفقات الكبيرة

ساحة الصفاه:

تعتبر ساحة الصفاة هي المركز التجاري وقلب المدينه كما انها مركز اجتماعي يجتمع فيه كباراهل المدينه ومن يفد اليها من ضيوف في الاعياد والمناسبات حيث تقام العرضات بحضور الحاكم كما كانت المكان المفضل لجلوس الكثير من اهالي الكويت حيث يجلوسون فيها مابين صلاتي العصر والمغرب كما انها المكان الذي يفد اليه البدو القادمين من الصحراء والذين يفدون اليها عبر طريقان رئيسيان من بوابتي الجهراء والشاميه او نايف ويحطون رحالهم في هذه الساحه ويمارسون نشاطهم التجاري من بيع وشراء . فيبيعون البضائع التي يجلبونها معهم من الصحراء مثل الاغنام والجمال وكذلك الالبان ومشتقاتها من زبد وسمن واللبن المجفف “اليقط” بالاضافة الى الكماة”الفقع” و”الطراثيث” واخشاب الوقود مثل “العرفج” وكذلك يبيعون الخيام المصنوعة من صوف الغنم او كما تسمى “بيوت الشعر” وفيها كذلك سوق بيع الحيوانات مثل الابقار والغنم والجمال وغيرها من الحيوانات التي تستخدم كا وسيلة نقل ومواصلات .

2- سوق السلاح :

لايزال هذا السوق موجودا الي اليوم ولكن ليس به سلاح بالمعنى المفهوم كا السابق فالسلاح الذي كان موجودا في هذا السوق أختفى وهذا يرجع الى استقرار الاوضاع الامنيه في الباديه وتطور وسائل المواصلات فيها الامر الذي مكن الدول في شبه الجزيره العربيه من السيطره على الصحراء والوصول الى الخارجين على القانون بكل سهولة ويسر . لقد كان السلاح الوسيلة الوحيده التي يدافع بها اهل الباديه عن حياتهم من خطر الغزو والسلب والنهب الذي كان سائدا في ذلك الوقت ولهذا فان البندقيه لها اهميتها في حياة البدوي وكان البدو يشترون السلاح من هذا السوق حيث كانت تباع به مختلف انواع الاسلحه من سيوف وخناجر وبنادق الصيد “الشوزن وام خمس” وبنادق الهواء المضغوط (ام صجمة)كما كان به ورش تصليح البنادق.وسوق السلاح يتفرع من شارع الغربللي في اتجاه الجنوب الي ساحة الصفاة .

3 – سوق البشوت :

انشئ هذا السوق قبل اكثر من سبعين سنه ولايزال كما كان عليه منذ ذلك الوقت وسوق البشوت يتم فيه بيع البشوت الجاهزه سواء كانت مستوردهاو انها مصنعه محليا او التي يتم تفصيلها حسب الطلب من قبل خياطين مختصين في هذه المهنه وهم من الكويتين الذين وفدوا من منطقة الاحساء وكان خام البشوت يستورد من منطقة النجف في العراق وسوريا وأيران بالاضافة بريطانيا وكان الخياطون يجلسون امام محلاتهم وبجانبهم عدتهم يخيطون هذه البشوت ويطرزونها سواء كان ذلك بالزري او خيوط البريسم وهذا يعود الى رغبة الزبون . وسوق البشوت يقع الى الشرق من سوق السلاح وايضا يتفرع من سوق الغربللي وبنفس الاتجاه الى الجنوب الى ساحة الصفاة .

4- سوق الزل :

تغير موقع سوق الزل من مكانه القديم بالقرب من مسجد السوق وكان ذلك قبل اكثر من ستين عاما عندما قررت البلديه هدم هذا السوق وذلك لانشاء طريق يمكن للسيارات ان تسير به ونقل هذا السوق الى قيصرية الشيخ فهد السالم في منطقة الاسواق القديمه ويقع ايضا الى الشرق من سوق السلاح وهو متمم لسوق البشوت من الناحيه الجنوبيه

 

سوق الغربللي

5-سوق الغربللي :

هو من الاسواق المسقوفه وقد شيد هذا السوق قبل اكثر من خمسة وسبعون سنه وكان هذا السوق قبل ذلك عباره عن سكه او طريق كانت تعرض فيه النساء الدجاج والبيض للبيع. وبمرور الزمن افتتحت دكاكين ومحلات تجاريه صغيره فيه ثم جاء السيد هاشم الغربللي وافتتح محلا تجاريا كبيرا فيه العديد من بضائع الوكالات التجاريه العالميه المعروفه فأخذ هذا السوق اسم أكبر محل تجاري فيه وهو محل الغربللي

6- سوق بن دعيج :

في عام (1875) أنشاء المرحوم محمد بن الدعيج هذا السوق وهو من أقدم الاسواق وأهمها في الكويت حيث يضم هذا السوق مجموعة من المحلات التجاريه الصغيره المتلاصقه والمزدحمه التي تبيع الاقمشه والسوق عباره عن ساحه او ميدان تقع المحلات حوله.فلقد اقام بن الدعيج في ساحه السوق مكان توضع فيه “الحبوب “او جرار الماء وهي ماء سبيل لوجه الله تعالى ليشرب منه الناس مجانا وعلي نفقة بن الدعيج في الوقت الذي كانت فيه مياه الشرب قليله او شحيحه ويقع هذا السوق في وسط المدينه الي الشرق من سوق الغربللي والى الشمال الشرقي من ساحة الصفاة والسوق قريب جدا من منازل ال الدعيج وديوانيتهم .

7-سوق واجف :

اهل الكويت في لهجتهم يقلبون بعض الكلمات التي بها حرف الى القاف الى حرف الجيم فهم لذلك يحولون اسم “سوق واقف” الى اسم “سوج واجف ” وترجع تسميه السوق الى هذا الاسم بسبب ان الناس كانوا يبيعون ويشترون بهذا الاسم وهم وقوف ولم يكن الباعة في هذا السوق محصورا على النساء بل ايضا كان هناك باعه من الرجال قبل ان تأخذ النساء هذا المكان وسوق واجف من الاسواق المسقوفه واتجاهه من الشمال الي الجنوب حيث يؤدي طرفه الجنوبي الى ساحة الصفاة فهو يقع بالقرب من منطقة الدهله والمقبرة القديمه التي تحولت الى حديقة البلديه حاليا في شارع فهد السالم وهذا السوق يقع في الناحية الشرقية منها والى الناحية الغربية من الشارع الجديد وكانت النساء تبيع جميع انواع البضائع والسلع بالاضافة الى الكماليات الخاصه بالنساء .

8- سوق الحراج :

يقع سوق الحراج الى الشمال من ساحة الصفاة والي الجنوب من سوق الغربللي وهو من الاسواق الحديثه نسبيا في الكويت وهو غير مسقوف حيث تقع على جانبيه المحلات التجاريه الصغيره التي تبيع مواد البناء والنجاره والحداده وغيرها وكان هذا السوق يسمى ايضاً “بسوق المسامير” نظرا لوجود المعدات والادوات التي يستخدمها الحرفين. فبالاضافة الى هذا السلع فانه تباع فيه البضائع القديمه والستعمله والتي يتم بيعها عن طريق المزاد او كما يسمى باللهجه الكويتيه الحراج بواسطة احد الدلالين ومن هنا جاء اسم هذا السوق نظرا لكثره الدلالين الذين يبيعون هذه البضائع في هذا السوق .

9- سوق الخضره:

يقع هذا السوق الي الشمال من سوق الغربللي وموازيا له حيث تباع التي فيه الخضره مثل الطماطم والفجل والكراث والشبنت والكزبر وغيرها من الخضروات التي كانت تزرع في الكويت و التي يتم جلبها من المناطق الزراعيه الكويتيه مثل الجهره والفنطاس والصبيحيه بالاضافة الى ان هناك بعض الخضار والفاكهه القليله التي يتم استيرادها من ايران و جنوب العراق (البصره) مثل البطيخ والشمام والمشمش والعنب و التمور.

 

المهن والحرف

هناك العديد من المهن والحرف التي كانت سائدة وموجودة في المجتمع الكويتي القديم والتي كان الناس يعتمدون عليها في مجتمع ما قبل النفط والتي اندثرت بفعل التطور والتقدم الذي حصل في المجتمع الكويتي ولم يبقىلهذه الحرف أي أثرأو وجود يذكر في المجتمع الكويتي الحديث بحيث أن الجيل الحالي لايعرف أي شئ عن هذه المهن

فقد كان أصحاب هذه المهن وأغلبها مهن حرفية وليست بضائع تباع وتشرى يطوفون السكيك والطرق يعرضون مهنهم على الناس بحثا عن لقمة العيش في مجتمع يسوده الفقر المدقع وهذه بعض المهن التي أندثرت ولم يبقى لها أثر في المجتمع الكويتي الحديث وهي :-

1-المطرب أو (المنادي ):-

بسبب عدم وجود أية وسيلة من وسائل الاعلام في المجتمع الكويتي القديم مثل الصحافة والراديو والتلفزيون فلا بد من أن تكون هناك وسيلة للاعلان يتم تبليغ الناس عن المعلن سواء كان المعلن اعلان رسمي من قبل الدولة او كان أعلان تجاري أو أجتماعي ولذلك فقد كان هناك أشخاص يمثلون هذا الدور الذي تلعبه وسائل الاعلان والاعلام وهولاء هم اشخاص من أهل لبلد يعرفون طرقها ومسالكها أمتهنوا هذه المهنة في أن يكونوا هم أجهزة الاعلان الرسمية في البلاد فقد كانوا يسيرون في الشوارع وينادون عن الاعلان عن البضاعة أو السلعة و ألاعلان الرسمي من قبل الجهات الرسمية والتي تريد أن تعلن عنه أوتنشره هذه الجهات الرسمية على الناس في المجتمع أو أن يكون هناك شئ مفقود من بعض الناس يريدون البحث عنه أو الاستدلال علية فيندبون هذا (المطرب ) وبأجر محدد في أن يسير في الشوارع ليعلن على الناس وبصوت عالي ومرتفع عن هذا الشئ المفقود أو العكس قي أن يكون شخص وجد شئ مفقود ولا يعرف صاحبه من يكون فيندب هذا الشخص ليخبر الناس بأن لديه شئ مفقود وعلى صاحبه أن يتوجه الى فلان الموجود في المكان الفلاني ليتسلم ماهو مفقود منه ويعلن بأن الحلاوة له أي أن المكافأة تكون (للمطرب ) وهذا (المطرب) يردد الكلمات التالية : ( بعد أن يحدد له مبلغ معين من المال يعلن عنه و يكون صاحب هذا الشئ المفقود حدده مكافأة لمن يجد هذا الشئ وليكن مثلا روبية ) فيقول :-

( يا من عين الضالة والحلاوة روبية والعقلان على الله )

2- النكاس :

النكاس هذه هي من المهن التي أندثرت وزالت تماما ولم يعد لها أثر بل أن كثير من الناس لم يسمع عن هذه المهنة والنكاس هو رجل يدور في الطرقات ومهنته هي أن يجعل حجر الرحاة الذي يستخدم في طحن الحبوب والبهارات في البيوت الكبيرة أن يجعله خشن حتى يمكن أن يطحن بسهولة فحجر الرحاة مع كثرة الاستعمال يصبح سطحه أملس فلا يستطيع أن يطحن الحبوب المراد طحنها ولذلك يقوم النكاس بتخشين سطح الحجر وذلك بستخدام مطرقتين صغيرتين بطرق حجر الرحاة حتى يعود خشن مرة أخرى ويمكن أستعماله من جديد في طحن الحبوب

3- زري عتيج:

هو رجل يسير في طرقات المدينه ويصيح باعلى صوته ( زري عتيج) ويحمل على ظهره كيس يضع فيه الزري الذي يشتريه من البيوت وهذا الزري هو عبارة عن خيوط من الذهب تخاط على البشوت أو ثياب النساء فعندما تصبح هذه الخيوط الذهبيه قديمه فأن كثير من هذه الخيوط يتغير لونها ولذلك يتم بيعها ويقوم هذا الرجل الذي يسمى (الزري عتيج) بشراء هذه الخيوط و إعادة تصنيعها وبيعها من جديد بسعر اعلى من السعر الذي أشتراه به

4- جليب أنخم :

هذه الجملة تتكون من كلمتين الكلمة الاولى هي (جليب ) وهي تعني القليب أو البئر أما الكلمة الثانية (أنخم) فهي تعني نخم ونخم هي من الكلمات الدارجة التي تستعمل حتى هذه اليوم وتعني ننظف أو نكنس المكان ولكن معناها الاجمالي أو الشامل نكنس البئر وننظفه من الاوساخ والقاذورات التي تقع فيه .

وهذه المهنة يقوم بها شخصان وعادة يكون أحد هذان الشخصان أعمى أو كفيف البصرحيث يطوفان في طرق وسكيك المدينة ينادون بصوت عالي ( جليب أنخم 00جليب أنخم ) وهما يحملان عدة العمل والتي تتكون من حبل ودلو وفي بعض الاحيان يكون معهما سلم فأذا كان هناك بيت من بيوت المدينة التي بها بئر أو بركة ماء يريدون تنظيف البئر أو البركة من الاوساخ أو أن يكون قد سقط في هذا البئر حيوان أو دجاجة ونفق هذا الحيوان في البئر فلابد من تنظيفه وإزالة الماء الذي سقط فيه الحيوان خصوصا وأن الماء الراكد الذي لا يتجدد والذي يموت فيه أي كائن حي يعتبر ماء نجس لايجوز أستخدامه من قبل الأفراد ولذلك لابد من تنظيف البئر وتغيرمائه. لذلك فأن أصحاب البيت ينادون (جليب أنخم) لتنظيف البئر .ويدخل هذان العاملان إلى البيت للقيام بهذه المهة الشاقة والصعبة بعد أن يونا قد أتفقا مع أصحاب المنزل عن الأجرة مسبقا والسبب الذي من أجله يريدون تنظيف البئر حيث ينزل الأعمى الى البئر بينما يبقى الاخر عند البئر ويرجع سبب نزول الأعمى ألى البئر إلى عدة أسباب منها :

أن المكان الذي يتم النزول فيه مظلم جدا لايمكن الرؤيا فية

أن لايرى الأعمى أية حشرات أو زواحف قد تخيفه أو تفزعه مما يؤدى إلى تركه للمكان فهو يعتقد أن المكان خالى من هذه المخلقات التي قد تتسبب في تركه العمل في هذا المكان

ويتم النزول الى البئر أما بواسطة الحبل أو عن طريق السلم إذا كان البئر غير عميق ويقوم الاعمى بتنظيف البئر ونزح مياهه بواسطة الدلو بينما يقوم زميله الاخر بسحب المياه وأفراغها في الحوش أو البالوعة أو في السكة أو في الطريق وبعد الانتهاء من هذه المهمة والتنظيف الكامل للمكان وتأكد صاحب المنزل من نظافة البئر فأن الشخص الاعمى يخرج من البئر حيث يأخذ أجرة ومن ثم يتوكل على الله ويخرج في طلب عمل غيره .

5- الجاروخ

التجارة

التجارة في الكويت لم تقتصرعلى التجارة الداخلية أو على هذه الاسواق التي ذكرناه هنا بل كان جل أعتمادها على التجارة الخارجية او التجارة الدولية والاقليمية على وجه الخصوص وعلى المناطق القريبة منها وتحتاج التجارة الدولية لكي تنجح وتزداد الى العديد من الامور الهامة وياتي في مقدمتها المواني وصناعة السفن ولهذا فان الكويت سهلت هذه المهة “وضربت عصفورين بحجر واحد” كما يقال في المثل المعروف فقد سمحت في أنشاء المواني الخاصة للتجار وأحواض بناء السفن وجاء هذا كله في مكان يعرف على الساحل بالنقعة أو النقع والنقع هي جمع لكلمة نقعة وهي كلمة عربية تعني أن يوضع الشئ في الماء لفترة طويلة ولكنها تعني هذه الكلمة هنا هو حوض لبناء السفن الخشبية بالمفهوم الحديث الميناء الصغير أو المرسى المحاط بسور مبني من الصخور البحرية له منفذ تدخل وتخرج منه السفن والهدف الاساسي لوجود هذا السور هو أن يكون مصد للامواج التي عادة ما تضرب الشواطي ويكون موقع النقعة على الشاطئ مباشرة ويكون أرتفاع السور دائما أعلى من منسوب مياه المد العالي للبحرحيث يترتفع منسوب المياه الى (4) أربعة أمتار وهو ما يعرف محليا ( بماية الهلال ) ولذلك فأن النقع تعتبر هي ملجأ أمن يحمي السفن من أمواج البحر وهذه النقع هي مواني خاصة مملوكة لاصحاب السفن وقد قام أصحاب السفن في بناء هذه المراسي على نفقتهم الخاصة كما أنهم يتولون صيانتها وأصلاحها كلما دعت الضرورة الى ذلك وهدفهم ألاساسي من ذلك أنشاء مواني تجارية خاصة لاستقبال السفن العائدة من البحر تستطيع السفن فيها من أن تفرغ حمولتهاويعاد تحميلها بالبضائع المراد تصديرها للخارج أو خروج السفن للبحر سواء كان للغوص أوصيد السمك بالأضافة الى أنها المكان المخصص لبناء السفن الجديدة وهي أشبه ما تكون بمصاتع للسفن الجديدة وأحواض للأصلاح السفن وصيانتها وهذه النقع متواجدة على طول شاطئ مدينة الكويت كلها من منطقة الشرق الى منطقة القبلة حيث يتم في النقع بناء وأنزال السفينة الى البحر بعد أتمام بنائها وبعد أن تكون صالحة للأبحار ولاتكون السفينة جاهزة لدخول البحر إلا بعد أن يتم لها ثلاث عمليات رئيسية وهامة هي كما يلي :

1- الكلفات : – الكلفات هي من العمليات الرئيسية التي تحتاج لها السفينة وهي عبارة عن أدخال خيوط سميكة من القطن مشبعة (بالصل ) الذي هو عبارة عن زيت السمك ذو رائحة زفرة وقوية ويتراوح سماكة هذه الخيوط ما بين 1سم – 2سم ويتم أدخالها بين جميع الواح الخشب لجسم السفينة الخارجي

2- الشونة : – هي مزيج من الودك وهو عبارة عن شحوم حيوانية يتم طبخها بالنار وعندما نتصهر هذه الشحوم كليا وتصبح في حالة سائلة يتم خلطها مع الجبس أو كما تسمى محليا (النورة )ويحرك هذا الخليط بقطعة خشب كبيرة ثم بعد ذلك يبرد هذا المزيج ويدهن به الجزء السفلي فقط من السفينة الغاطس بالماء حتى يكون عازلا يمنع تسرب الماء الى داخل السفينة وعندما يجف يصبح شديد التماسك مع الخشب والشونه يكون لونها أبيض الذي تأخذه من لون الجبس

3- دهان الصل : – الصل هو عبارة عن صبغ لونه بني فاتح يستخرج من السمك أثناء تجفيفه حيث يخرج زيت السمك أثناء عملية التجفيف فيجمع ويوضع في علب من الصفيح ويصدر من جنوب اليمن ومن محافظة المهرة حاليا ومن منطقة سيحوت المطلة على بحر العرب والذي يستورد من هناك و بعد ان تتم عملية الشونة السابق يتم دهن جسم السفينة كلها وكذلك سطحها بهذا الصل فيعطي هذا الدهان للسفينة نظارة و لونا لامعا وبراقا كانه صبغ وهو في الوقع يحمي خشب جسم السفينة الخارجي من ملوحة ماء البحر

التجارة الدولية

الكل يعرف بأن التجارة هي من الحرف القديمة التي مارستها البشرية منذ القدم منذ أن كانت تجارة المقايضة هي التجارة التي كانت سائدة في ذلك الوقت وتطور هذه المهنة والتاريخ العالمي يشير إلى ذلك بكل وضوح حيث أعتمد عليها الكثير من الدول اعتمادا كبير أو كان اعتماده الأساسي كان منصب على التجارة الدولية سواء سلكت هذه التجارة الطرق التجارية البرية أو البحرية و يشير التاريخ بكثرة إلى الحركات التجارية التي قامت بين دول العالم وتأثر العلاقات الدولية بالحركات التجارية فلا عجب في أن تكون التجارة في الكويت هي الحرفة الرئيسية فلقد امتدت جذور هذه المهنة إلى عصور قديمة في شبة الجزيرة وقد مارسها العرب قديما في الجاهلية حيث أشار القران الكريم لها في رحلة الشتاء والصيف وكذلك مارسوها في العصور الإسلامية المتعاقبة قبل أن يأتي الكويتيون إلى الكويت وهي المهنة الرئيسية التي أمتهنها أغلب الكويتيون منذ أن وطأة أقدامهم أرض الكويت ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:

1- عجز البيئة الصحراوية على مساعدة الإنسان الكويتي في الاستقرار وعدم الترحل بسبب قلة الموارد الطبيعية في هذه البيئة الطاردة التي تعتبر من أفقر البيئات في العالم والتي أيضا يندر بل يكاد أن يكون معدما فيها سقوط الأمطار حيث تنعدم كليا مصادر المياه فلا تقوم حرفة الزراعة التي تساعد على الاستقرار والتوطن وإنشاء المدن الكبيرة المعروفة في العالم والتي استقرت عند مناطق توفر المياه أضف إلى ذلك أيضا عامل درجة الحرارة وهو عامل مهم جدا ويجب أن يؤخذ في الحسبان حيث نلاحظ بأن المدى الحراري اليومي بين الليل والنهار كبير جدا كذلك المدى الحراري السنوي بين فصلي الصيف والشتاء هو الأخر كبير جدا ولهذا أتجه أغلب السكان إلي التجارة كا بديل لأي حرفة يمارسونها في بلدهم

2- أن الكويتيين عرب وهم في نفس الوقت تجار بالفطرة وتوارثوا هذه المهنة أب عن جد أنهم عرب مارسوا التجارة منذ الآلاف السنين وقد جاء ذكر التجارة للعرب في القران الكريم عندما أشار القران إلى رحلة الشتاء والصيف كما سبق وأن أشرنا

لايلاف قريش أيلا فهم رحلة الشتاء والصيف. … ( صدق الله العظيم )

3- استدلال الكويتيين إلي المسالك والطرق البرية والبحرية بسبب إدراكهم إلي الحركات الفلكية ومسار ومواقع النجوم والأفلاك والكواكب والتي توارثوا معرفتها من الرحالة والملاحين العرب القدماء وكذلك معرفة ونبوغهم في تميز حركات الرياح والعواصف التي تهب على منطقة الخليج وكذلك اختيار الفترات التي يرونها مناسبة لسفراتهم وتجولهم في المحيط الهندي والخليج العربي

4- موقع الكويت الجغرافي الجيد في الشمال الغربي من منطقة الخليج أعطاها بعدا إستراتيجي و جعلها من المراكز الهمة في التجارة الدولية فيه منطقة متوسطة وهمزة وصل تربط ضفتي الخليج العربي بعضهما ببعض حيث أنها منطقة تلقي فيها التجارة البحرية مع البرية مما جعلها حلقة وصل تربط بين مناطق توزيع لطرق التجارة الدولية لجميع أنحاء العالم فقد ربطت الشرق بالغرب كما رطبت أيضا شبه الجزيرة العربية مع العراق وكذلك مع البلاد الشام أو الهلال الخصيب ففيها يكون التقاء السفن البحرية التجارية مع القوافل البرية التجارية لكي تحمل البضائع التجارية وتسير بها إلى جميع الأسواق العالمية وهو ما يعرف اليوم بتجارة إعادة التصدير

5- وجود مدينة الكويت على الخليج العربي ووقوعها على خليج الكويت أو ما كان يعرف سابقا (بجون الكويت )الذي هو ميناء طبيعي يحمي السفن من العواصف والأمواج العالية ولذلك العديد من السفن كانت تلجا إلي هذا الميناء الطبيعي حماية من الأمواج العالية مما إنشاء حرفة تختص بصناعة السفن

هذه الحركة التجارية ساعد على قيامها العديد من العوامل الرئيسية والثانوية وهي كا الأتي :

أن حكام الكويت المتعاقبين على حكم هذه الأمارة أدركوا منذ قيام الكويت كا كيان سياسي بأهمية التجارة الدولية ولهذا فأنهم وفروا الأمن والاستقرار في المنطقة الواقعة ضمن نفوذهم فقد كان الحكام ينزلون العقاب الصارم لمن يحاول أن يهز الأمن في البر أو البحر هذه العقوبات حدت إلى مدى بعيد من عمليات السلب والنهب في البر وكذلك القرصنة البحرية ولهذا فقد قامت الكويت بمساعدة القوى الدولية مثل هولندا وبريطانيا بالإضافة إلى القوى الإقليمية في الخليج إلى محاربة القرصنة البحرية في مياه الخليج ولهذا نجد أن الكويت لم تتردد في عقد اتفاقية مع بريطانيا في عام 1841 وهي اتفاقية مشاركة بين دولتين مستقلتين هي الكويت وبريطانيا لمحاربة القرصنة البحرية حيث أن القرصنة البحرية كانت منتشرة في جميع بحار العالم كذلك محاربة تجارة الرقيق .

أن القرصنة البحرية كانت منتشرة انتشارا كبيرا في جميع البحار العالمية دون استثناء وأن أشهر قرصان ظهر في مياه الخليج هو البحار أو القرصان الكويتي (أرحمه بن جابر الجلاهمه) والمعروف بتاريخ الكويت حيث بسط سيطرته على مياه الخليج أثار الرعب بين كل التجار الكويتيين استولى على أكثر من عشرين سفينة كويتية

أن النشاط التجاري أصبح يشكل عائد اقتصادي كبير ودخل مالي وفير على الكويت من حكام وشعب حيث أن المكوس الجمركية ( الضرائب الجمركية) كانت تشكل عماد الدخل القومي للكويت ود قدر دخل الكويت من الضرائب الجمركية في عهد الشيخ مبارك الصباح بأكثر من مليوني (2000000 )روبية سنويا وهذا المبلغ يعتبر كبير في حساب تلك الأيام ولهذا فأن الحكام أخذوا يقدمون كافة التسهيلات التي تنشط الحركة التجارية وتنميها وتجعلها مزدهرة مثل إقامة علاقات اقتصادية جيدة مع العديد من الدول المطلة على الخليج وغيرها من الدول الواقعة على المحيط الهندي مثل الهند واليمن ودول شرق أفريقيا.

أن ازدياد الحركة التجارية وما سببته من ربح مادي كبير بالإضافة إلى تدهور في حرفة الغوص و الكساد الذي شاب هذه المهنة شجع الكثير من الكويتيين الذين كانوا يعملون في الغوص على اللؤلؤ إلى تحولوا من هذه المهنة إلى مهنة تدر الخير أكثر عليهم وهي التجارة الدولية حيث ثروات الكثير من هؤلاء التجار الأغنياء كانت كبيرة جدا وكانت تتراوح ملكيتهم ما بين العشرون ألف روبية إلى الستون ألف روبية كما أن متوسط ملكية التجار المتوسطون تبلغ في المتوسط حوالي سبعة آلاف روبية وقد ساعد هذا زيادة في النشاط التجاري وكثرة البضائع المستوردة إلى زيادة في الضرائب الجمركية مما أدى بالتالي إلى ازدياد دخل الكويت القومي

عندما قامت الحرب بين في عام 1776 بين الدولة الفارسية والدولة العثمانية ودخول القوات الفارسية إلى البصرة خلال الفترة من عام 1776 إلي عام 1779 أنتقل نشاط وكالة الهند الشرقية الإنكليزية إلي الكويت بعد أن كان متمركزا في مدينة البصرة مدة طويلة من الزمن وبهذا الانتقال أدى إلى انتقال مركز البريد الإنجليزي من البصرة إلى الكويت ومن ثم شمل هذا الانتقال جميع النشاطات التجارية الأوربية ساعد على هذا الانتقال العلاقات السيئة والمتوترة دائما والتي كانت تتميز بها العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية فقد ساعدت هذه العلاقات السيئة بين هاتين الدولتين في أن تكون الكويت هي المركز البديل الناجح تجاريا بدلا من البصرة حيث أصبحت الكويت لا البصرة بفضل هذا العامل ذات نشاط تجاري فعال ومركز عالمي في مجال التجارة الدولية 6- كثرة الوافدين عليها خصوصا الأثرياء من جميع أرجاء المنطقة الذين وفدوا إليها من عدة أماكن وعلى وجه الخصوص ارض نجد وفارس والعراق خلال فترة حكم الشيخ عبد الله الأول الحاكم الثاني للكويت وكذلك وفدوا إليها خلال فترة حكم الشيخ مبارك الصباح نتيجة للاستقرار السياسي والأمني والقضاء على أعمال القرصنة والسلب والنهب التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية مما أدى إلي الازدهار الاقتصادي الذي نمى وطور الكويت

7- المكوس الجمركية المخفضة و الإعفاءات الجمركية والتسهيلات على جميع البضائع الواردة إلي الكويت مما ساعد على نشوء حركة تجارية كبيرة حيث استفاد الكثير من التجار مما جعل الكويت وكأنها منطقة تجارية حرة ساعدت على حركة تجارة الترانزيت وإعادة التصدير

8- بناء السفن الكبيرة والعالية والتشجيع على صناعتها وتوفير كل السبل التي تؤدي إلي تطور هذه الصناعة والرغبة في تنمية التجارة الدولية الكويتية والوصول إلى أقصى المواني والتي تقع في المحيط الهندي والتشجيع على الوصول إليها

لهذه العوامل وغيرها من العوامل السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية الأخرى جعلت من الكويت مدينة تجارية مفتوحة لها باع طويل في التجارة الدولية مما أدى إلى ظهور اسمها في العالم كا نقطة وصل بين دول العالم واصبح اسمها معروف في المنطقة كمدينة تجارية هامة لها تأثيرها المباشر على حركة التجارة الدولية في منطقة الخليج والجزيرة العربية بل المنطقة العربية الأمر الذي أدى في آن يصبح اسمها معروف وأن يفد إليها الجميع وخصوصا الرحالة الأجانب الذين ذكروا الكويت في مؤلفاتهم فقد ذكر الرحالة ( نيبور) الذي زار الكويت في عام 1765 وهو أول رحالة أجنبي يكتب عن الكويت :-

(أن عدد سكان الكويت يبلغ عددهم 10000 نسمة وأن عدد السفن الموجودة فيها حوالي 800 سفينة وان الكويتيون يعتمدون في حياتهم الاقتصادية على التجارة والغوص وصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ )

وبعد هذا الرحالة بمائة عام لم يفد خلالها إلي الكويت آي رحالة أجنبي معروف أو ذكر الكويت في مؤلفاته ولكن من الممكن جدا أن يمر إلي الكويت العديد من الرحالة أو رجال أعمال أو سياسة أجانب ولكن لم يذكرها إلي أن قدم إلي الكويت الرحالة بلجريف في عام 1862 وذلك في عهد الشيخ صباح الثاني الذي حكم الكويت خلال الفترة من 1859 -1865 الذي قال أن الكويت من اكثر المواني الخليج حيوية ونشاط تجاريا في الاستيراد وإعادة التصدير

أما الرحالة ( بيلي ) الذي زار الكويت في عام 1865 في أواخر عهد الشيخ صباح الثاني فقد ذكر في مؤلفه أن للشيخ الكويت سمعة طيبة في الداخل والخارج وان أدارته حكيمة وان الضرائب التي يفرضها على السكان والبضائع الواردة زهيدة جدا كما أن سكانها متآخين يعرف كل منهم الأخر ويعتبرون من أكفاء واقدر بحارة الخليج يمتازون بالأخلاق الحميدة والمعاملة التجارية الجيدة و أن بها العديد من المتاجر التي لها علاقة بالبضائع البحرية وان ميناء الكويت لم يكون معروفا قبل خمسين سنة لكنه ألان يعتبر من المواني المهمة الموجودة في الخليج .

هكذا كانت الكويت في عيون الرحالة الأجانب حسب ما رأوها في ذلك الوقت ولكن بعد هذه الفترة جرت العديد من التحولات والتغيرات بكل الميادين في الكويت و تطورت الأمور الاقتصادية والتجارية والسياسية وارتبطت الكويت بعلاقات تجارية دوليه أكبر وأكثر مع بريطانيا ودول المنطقة مثل إيران والعراق و نجد و الأحساء (المملكة العربية السعودية ألان ) وبقية مواني الخليج وازدادت هذه العلاقات التجارية وتطورت خصوصا في عهد الشيخ مبارك الصباح الذي اتفق مع شركة البواخر البريطانية الهندية بإنشاء خط منتظم الرحالات بين الكويت والهند برحلة واحدة للبواخر البريطانية كل أسبوعين وان تكون هذه الرحلات على البواخر البخارية السريعة وان تدخل ميناء الكويت حلال هذه الفترة وتتزود بالمواد الغذائية من السوق الكويتية ومن هذه الرحلات اصبح من المتيسر آن يسافر التجار الكويتيين إلي الهند بدون مشقة مرتين في الشهر بعد أن كانت هناك مشقة في السفر إلي الهند حيث إن السفن البريطانية الكبيرة لم تكن ترسو في ميناء اكثر من مرتين في السنة كما أن البضائع أخذت تصل إلي الكويت مباشرة بعد أن كانت تنقل إلي المواني الإيرانية مثل ميناء بندر عباس أو ميناء المحمرة ومن ثمن تنقل إلي الكويت عن طريق السفن الشراعية فقد ذكر انه ما بين عامي (1905 –1906) فقد رست في الكويت اكثر من خمسين سفينة تجارية بخارية وكلها بريطانية أفرغت حمولة إجمالية تبلغ أكثر من (51) ألف طن من البضائع أفرغت حمولتها في ميناء الكويت وهذا الرقم للسفن البريطانية فقط دون النظر إلي البضائع التي تستورد بواسطة السفن الشراعية الكويتية وإذا دققنا النظر في الكمية من البضائع التي نزلت في ميناء الكويت نجد أن هذه الكمية كبيرة جدا بمقاييس تلك الفترة مما يعطي إشارة واضحة جدا على أن تجارة الترانزيت و إعادة التصدير لها مكانة ممتازة بالوضع الاقتصادي الكويتي .

وزادا الارتباط التجاري بين الكويت والعديد من الدول وذلك بتشجيع من الشيخ مبارك الصباح الذي شجع العديد من التجار بزيادة وارداتهم من الدول المجاورة والدول الأخرى وخصوصا الهند المستعمرة البريطانية التي كانت تعتمد الكويت كليا على العديد من البضائع التي تستوردها منها مما حدي بالشيخ مبارك أن يشجع التجار الكويتيين على أن ينشئوا بما يمكن أن يسمى تجاوزا وكالة تجارية كويتية أهلية غير حكومية بالهند وفي مدينة بومباي ومقرها إحدى الدواوين أو بيت الضيافة التابع لأحد الأسر الكويتية التي كانت تعيش في الهند وهي ديوانية محمد مرزوق محمد المرزوق حيث يجتمع في هذه الديوانية العديد من التجار ورجال الأعمال الكويتيين كل يوم فيها

اختصت هذه الوكالة في التجارة و المعاملات التجارية و هذه الوكالة أخذت كل الدعم والعون من الشيخ مبارك وبموافقة ضمنية منه ولكنها غير رسمية أو معتمدة من قبل الحكومة البريطانية ولكن الحكومة البريطانية بدورها ساعدت على قيام هذه الوكالة بل أنها ذللت لها كل المصاعب التي كانت تواجهها هذه الوكالة حيث أخذت هذه الوكالة على عاتقها مهمة العناية بالجالية الكويتية في الهند والبحارة الكويتيين المترددين على المواني الهندية وتقدم لهم كل المساعدات الممكنة إلي درجة أن العديد من الأشخاص كانوا يعتقدون اعتقاد خاطئ بأن هذه الوكالة هي بمثابة هيئة قنصلية كويتية معتمدة في الهند مثل ما للحكومة البريطانية معتمد سياسي في الكويت وبفضل هذه الوكالة التي كانت تشرف على العمليات التجارية ازدادت الحركة التجارية بين الكويت والهند ازديادا ملحوظا حيث أن أغلب البضائع كانت تستورد منها إلي أن جاءت الحرب العالمية الأولى فازدادت الحركة التجارية في الكويت عما كانت علية حيث نشطت تجارة إعادة التصدير فآخذت الكويت تعيد تصدير البضائع إلي العديد من الدول وتأتي في مقدمتها سوريه والحجاز بل أن البضائع الكويتية وصلت حتى اسطنبول عاصمة الدولة العثمانية والتي هي أحد الأطراف المشاركة في هذه الحرب وذلك بسبب عدم وصول البضائع إليهما عن طريق البحر بسبب انشغال البحر المتوسط والبحر الأحمر بالعمليات الحربية فيهما وتعرض الكثير من السفن التجارية بالغرق نتيجة للمعارك البحرية واستمر النشاط التجاري في الكويت خلال الحرب العالمية الأولى أو كما كانت تسمى في ذلك الوقت بالحرب العظمى .

ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وفي عهد الشيخ سالم المبارك أصيب الاقتصاد الكويتي بنكسة شديدة إنشلت فيها الحركة التجارية بصورة عامة حيث عم الكساد التجاري الكويت ويعود هذا الكساد إلي عدة أسباب منها :-

1- الأزمة الاقتصادية العالمية التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى حيث هبطت الأسعار العالمية للبضائع مما أدى إلي هبوط التبادل التجاري بين دول العالم

2- الحصار الذي فرضه الأخوان على الكويت والمقاطعة التجارية بين الكويت ونجد وقيام حرب الجهراء عام 1920

3- قلة البحارة الوافدين من نجد للعمل في لمجال التجاري البحري بسبب المشاكل السياسية التي نشأت بين الشيخ سالم المبارك والملك عبد العزيز بن سعود

4- نشوب الأزمة التجارية وعدم إمكانية تصريف البضائع في السوق المحلي أو السوق الخارجي

5- انخفاض أسعار المحاصيل البحرية وبوجه الخصوص انخفاض كميات اللؤلؤ المستخرجة من البحر وتدني أسعارها

أدت هذه الأزمة الاقتصادية إلي أن انخفض عدد السفن التي يتكون منها الأسطول البحري التجاري الكويتي المخصص لجميع أنواع الاستعمالات البحرية من غوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك والنقل التجاري من ألف ومائتان سفينة إلي ثمانمائة سفينة ذات أحجام مختلفة فمن الطبيعي جدا أن يكون هناك انخفاض في الواردات نتيجة لانخفاض هذا العدد الكبير من السفن وبالتالي ينخفض أيضا عدد البحارة العاملين في الأسطول الكويتي حيث أن عدد أفراد طاقم كل سفينة يعتمد على حجمها فهناك سفن السفر الصغيرة الحجم فان عدد بحارتها يكون ما بين (12-14) بحار والتي عادة ما تكون حمولتها( 2000 ألفان من ) إي ما يعادل (150)طن و أما التي يكون عدد بحارتها( 45- 50)بحار فان حمولتها تكون (5000 خمسة آلاف من أي ما يعادل (375 طن) أي بمعادلة حسابية بسيطة يتبن لنا أن البحار الواحد في السفينة يكون مسئولا عن تحميل وتفريغ ( 100مائة من ) أي ما يعادل سبعة أطنان ونصف الطن أو(7500 ) سبعة آلاف وخمسمائة كيلو جرام و بمعادلة الأوزان القديمة بالحالية نجد أن – المن وهو من وحدات القياس المستخدمة في ذلك الوقت يساوي (75)خمسة وسبعون كيلو جرام أو أن الطن الواحد يساوي ثلاثة عشر مناً وثلث المن ومن هذه العملية الحسابية يتبن لنا أن انخفاض عدد السفن الكويتية يؤدي بالتالي إلي انخفاض البحارة العاملين في الأسطول التجاري وهذا بالتالي يعني انخفاض دخل الأسرة الكويتية وانتشار البطالة في الكويت مما يؤدي إلي التضخم وانخفاض القوة الشرائية للروبية وهي العملة المستخدمة في ذلك الوقت في الكويت الركود في الحركة الاقتصادية وبالتالي كساد التجارة وضعف في تداولها.

وقد كان للحصار آثاره السيئة على الاقتصاد والمجتمع الكويتي فقد أفلس العديد من التجار الكويتيين بسبب عدم استطاعتهم تحصيل المبالغ المالية التي يطلبونها من التجار السعودية فقد كان أسلوب التجارة بين تجار البلدين هو أسلوب تجارة التصريف أي أن التاجر السعودي يستلم البضاعة ثم بعد أن يبيعها يدفع ثمنها إلي التاجر الكويتي كما أن منع الرعايا السعوديين من الدخول إلي الأراضي الكويتية أدى إلي تعطيل مراكز الحدود كذلك الكثير من المرافق الكويتية

أما سبب الحصار الاقتصادي الذي ضرب على الكويت فيعود إلي سببين رئيسيين وهما :-

1- سوء العلاقات السياسة بين الشيخ سالم والملك عبد العزيز بسبب رفض الشيخ سالم قيام مراكز جمركية سعودية داخل الأراضي الكويتية مما حدا بالملك عبد العزيز على منع رعاياه من الذهاب إلي الكويت واستيراد البضائع منها

2- اعتقاد بريطانيا في 1918 وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى أن الكويت تزود الدولة العثمانية بالمواد التموينية و الامدادت العسكرية التي تصل إلي الدولة العثمانية عن طريق دمشق حيث أن التجارة كانت قوية بين الكويت والشام فضربت بموجبه بريطانيا حصار على السفن الكويتية.

اعتقد الشيخ سالم المبارك أن الحصار البريطاني على الكويت كان بتحريض من عبد العزيز بن سعود حيث أن هذا الحصار السعودي استمر أكثر من عشرين سنه ولم يرفع هذا الحصار إلا بعد قيام مفاوضات مباشرة طويلة وشاقة بين الشيخ احمد الجابر والمقيم السياسي البريطاني من جهة والملك عبد العزيز بن سعود من جهة أخرى انتهت بتوقيع اتفاقية تجارية بين الكويت والسعودية بتاريخ 20/4/1942 تنظم الحركة التجارية بين البلدين وفترة الحصار وأن سببت بعض المتاعب الاقتصادية للكويت ألا أنها كانت هي الفترة التي تسمى بالعصر الذهبي للبحرية الكويتية وأسطولها التجاري فهي الفترة التي اصبح فيها الأسطول الكويتي هو مصدر الدخل الرئيسي للكويت حيث تولى فيها الأسطول التجاري الكويتي على سيطرة الشبه التامة للنقل البحري في الخليج و تم الاستعاضة عن التجارة مع السعودية في مهنة النقل البحري داخل الخليج حيث يقال أن السفن الكويتية كانت تغطي مياه الخليج وهي موجودة في جميع المواني الخليجية.

فعندما قامت الحرب العالمية الثانية ذكر أن عدد السفن المخصصة للنقل التجاري البحري اكثر من مائتين وخمسون سفينة كويتية تتراوح حمولتها ما بين(1200) من أي (90) طن إلي (5000) من أي (375) طن وقد اختص نوعان من السفن التي استخدمت للنقل البحري النوع الأول وهو الأكثر شهرة في الخليج والذي يطلق عليه (بوم سفار )وهو ابتكار وتصميم كويتي بحت أما النوع الثاني وهو الأقل شهرة فيعرف بأسم (البغلة )وهي من تصميم هندي مأخوذ من التصميم الأسباني حيث يستخدم هذا النوع أيضا في الغوص على اللؤلؤ

هذه الأزمة الاقتصادية والتي نشأت خلال الحرب العالمية الأولى ولنحددها بصورة أوضح بالحصار البريطاني وليس السعودي لم يستمر طويلا فقد أبدى النشاط والحركة التجارية تزداد وينمو فقد أزداد عدد بناء السفن الجديدة مما زاد عدد سفن الأسطول التجاري الكويتي واستمر هذا الوضع إلي فترة ما قبيل الحرب العالمية الثانية حيث وصل إلي الذروة فعندما نشبت الحرب العالمية الثانية كان الأسطول التجاري الكويتي كبير يصل عدد سفنه اكثر من مائتان وخمسون سفينة كويتية كما ذكرنا وقد استخدمت بريطانيا الأسطول التجاري الكويتي أثناء الحرب في المجهود الحربي البريطاني نقل الكثير من البضائع والاعتده إلي مواني الدول الحليفة والتي تقع في الخليج العربي كما أن بريطانيا أوصت صناع السفن الكويتيين بصناعة العديد من السفن ذات المواصفات الخاصة والتي تتمشى ومتطلبات المجهود الحربي البريطاني والقيادة الحربية البريطانية

لقد استفادت الكويت اقتصاديا من هذه الحرب حيث أن الأسطول الكويتي لم يتعرض إلي حوادث الحرب والتي استمرت (4) سنوات ألا مرة واحدة فقط حيث دمرت باخرة حربية ألمانية سفينة تجارية كويتية فأغرقتها ولهذا فأن الكثير من الدول التي شاركت فعليا في هذه الحرب كا بريطانيا والولايات المتحدة استفادت من الأسطول الكويتي حيث نقل العديد من المعدات البحرية إلي المناطق التي يسيطر عليها دول الحلفاء في منطقة الخليج والمحيط الهندي

لقد كانت التجارة الدولية تشكل العمود الفقري للاقتصاد الكويتي بسبب قلة عدد السكان في الكويت مما جعل حجم السوق المحلي صغير جدا و ضعيف في إمكانياته التجارية لهذا فان التاجر الكويتي استعاض عن السوق المحلية بالسوق الخارجية حيث يتم بيع البضاعة أحيانا قبل أن تزل إلي البر بل أن في بعض الأحيان لا تنزل بضاعتها بل تغادر على الفور إلي إلي الجهة التي يطلب منها المشتري أن تتوجه إلية

ولهذا فلا نجد غرابة في أن يكون التاجر هو نفسه صاحب السفينة بل أن في بعض الأحيان يكون هو التاجر وهو نقسه ( النوحذة ) أي قائد السفينة لهذا فان الكويتيين كانوا حريصين كل الحرص في أن تكون سمعتهم التجارية جيدة ولهذا يندر أن تجد بينهم حالات الغش التجاري فهم يدركون جيدا أن رأسمال التاجر هو سمعته الجيدة وبدونها يفقد ويعدم كل شئ ولهذا فقد نشأ نوع من الأساليب الاقتصادية التي تداولها التجار الكويتيين وهو ما يعرف (بالبضعة أو التبضيع) وهو أسلوب تعاوني مشترك ومحدد بفترة زمنية معينة يكون بين تاجرين الأول منهم يكون الممول والثاني يكون المتمول أما الأول وهو التاجر الذي يقدم رأس المال كا استثمار يرغب في أن يدر علية عائد كبير من المال فأما أن يكون رأس المال هذا نقديا أو يكون بالعادة بضاعة يبيعها أما الثاني وهو المتمول وهو عادة ما يكون فردا لا يملك رأس المال الذي يمكن أن يفتح له تجارة يعمل بها ولهذا فأن يقبل بهذا الأسلوب الذي عادة ما يكون محاط بكثير من الصعاب والمشقة للطرفين ولكن التعاطف الذي بين الكويتيين كان يلغي هذه المخاطر حيث يجد المتمول التسهيلات التي يقدمها الممول له فلا يضغط علية مطالبا بالتسديد ويبعد عنه كل ما فيه إحراج له كما أن كثير من الممولين يقولون للمتمولين (تراك داخل في الربح وطالع من الخسارة) أي أن الربح يكون بين الطرفين أما الخسارة فيتحملها الممول وحدة ومع هذا فان المتمول يجد في العمل حتى يحقق الربح وتكون سمعة جيدة بين التجار وخصوصا الذين دائما يبحثون عن التاجر المتمول الذي يستثمر أموالهم وعادة ما يكون تقسيم الربح على الشكل التالي يرجع المتمول راس المال كامل إلي الممول ويستقطع من الأرباح كل المصاريف التي صرفت على هذه العملية التجارية ثم يقسم صافي الربح بنسبة ثلثين إلي الممول وثلث إلي المتمول . ولهذا نجد أن روح الألفة والترابط والتآزر لم تنقطع أواصرها بين الكويتيين وكانت سائدة في المجتمع الكويتي حيث يسارع الجميع عندما يتعرض أي شخص إلي خسارة كبيرة قد تفقده توازنه في العمل التجاري ولهذا فان الكثير من التجار يقدمون الدعم المالي كا مساعدة لأي تاجر يتعرض إلي هزة اقتصادية أو خسارة مادية تؤثر في وضعه المالي مثل خسارة في بضاعته أو غرق السفينة التي يملكها ولهذا فان الدعم المالي يقدم بكل سهولة بل أن في بعض الأحيان يكون الدعم المالي اكثر من قيمة البضاعة التي خسرها .

كما نلاحظ أن التعاون بين الكويتيين يتبين بصورة جلية و واضحة عندما يتم بناء السفينة الجديدة ) الوشار ( و إنزالها إلي البحر وان أول خطوة تؤذن بالشروع في إنزال السفينة أو ما يسمى عند الكويتيين ( قطة البوم ) في البحر هو رفع علم الكويت ( أو نشر البنديرة ) على سارية السفينة وهي لا تزال على الأرض في (العمارة ) وهو المكان المخصص لبناء السفنية كما هو معروف في اللهجة المحلية وهذا مؤشر على موعد إنزال السفينة إلي البحر حيث يتطوع الكثير من الكويتيين بمساعدة صاحب السفينة دون أجر أو مقابل مادي وتسمى هذه العملية التطوعية (بالفزعة ) حيث أن الكثير من العائلات الكويتية المعروفة ترسل ممثلين لها للمشاركة في (قطة البوم الوشار ) وعندما يتم إنزال السفينة إلي البحر يقيم صاحب السفينة تقام حفلة غناء وطرب ووليمة كبيرة تذبح بها الذبائح يحضرها كل من شارك في عملية الإنزال هذه ابتهاجا بهذه المناسبة

وعندما تبداء السفينة في رحلاتها التجارية على خطوط الملاحة البحرية المعروفة فان كثير من التجار الكويتيين او غيرهم من التجار من الدول يرغبون في الشحن عليها خصوصا وأنها لا تزال (وشار ) أي جديدة كما أن السفن الكويتية مرغبوه أكثر من غيرها من السفن الأخرى علما بان أسعار الشحن أو كما يسميه التجار ( النول ) أو كلفة الشحن على السفن الكويتية أعلى بكثير من السفن من الجنسيات الأخرى حيث تتراوح نسبة هذه الزيادة ما بين( 20 – 25% )بسبب سمعة التاجر الكويتي الجيدة والذي أشتهر بالحرص الشديد والمحافظة على البضائع التي يحملونها على سفنهم وعندما عرف التأمين على الشحن البحري فأن كل شركات التأمين الهندية كانت تؤمن على البضائع المشحونة من الهند على السفن الكويتية بينما ترفض التأمين على السفن الخشبية الغير الكويتية

كما أن هناك نوع من الرحلات البحرية تسمى (القطاع) وجمع هذه الكلمة (قطاطيع) تقوم بها السفن الكويتية ولكنها محصورة في داخل مياه الخليج وان كانت تتعدها في بعض السفرات إلي بحر العرب كا الوصول إلي مواني التي تقع في المحيط الهندي كا عدن والصومال وغيرها من المواني التي تقع في هذا المحيط حيث تبداء عادة رحلة (القطاع) و بصورة عامة من الكويت ثم إلي البصرة ثم بعد ذلك يتجه إلي المواني العربية أو الفارسية في الخليج حسب الطلب الزبون العميل في نقل البضاعة إلي الميناء المرغوب فيه حيث لا يعرف النوحذه أو قائد السفينة قبل أن يصل إلي الميناء أين ستكون رحلته القادمة بعد هذا الميناء وقد اختصت رحلة القطاع في نقل الركاب والبضائع وحتى الماشية والخيول ويمكن تشبيه رحلات (القطاع) برحلات سيارات التاكسي التي تحت الطلب

أما نظام توزيع إيرادات السفينة فيتم بعد كل رحلة مباشرة من الكويت و حتى العودة إليها بغض النظر عن طول مدة هذه الرحلة حيث توزع الإيرادات كا حصص عادلة بين الجميع وتسمى كل حصة أو نصيب البحار (قلاطة ) وهو ما نسميه اليوم سهم وجمع كلمة قلاطة (قلايط ) وهي تعني الأسهم حيث يستلم كل بحار في السفينة جزء مقدم من أتعابه قبل السفر هذا المقدم يسمى )تسقامة( تستقطع هذه ) التسقامة ( من أتعابه أو (قلاطته) في نهاية الرحلة

أما طريقة توزيع دخل السفينة أو أرباحها فأنه يستقطع أولا وقبل التوزيع الحصص والأرباح جميع المصاريف التي دفعت من رسوم الرسو في المواني ومصاريف الأكل وأية مصاريف أخرى طارئة كا إصلاح السفينة عند عطبها وغيرها من الأمور الطارئة الغير متوقعة وهذه عادة تشكل ما بين (10-15 %) من دخل السفينة ثم يوزع المبلغ الباقي بحسب الطريقة التالية :

1- خمس المبلغ الباقي بعد اقتطاع المصاريف وهو ما يعادل (40 %) من صافي الدخل لصاحب السفينة وتسمى حصة البوم مضاف أليه قلاطة واحدة للماشوة وهو زورق السفينة .

2- أربع قلايط أو أسهم) إلي قائد السفينة وهو النوحذه المعلم الماهر في إدارة السفينة والملم في المسالك البحرية والعارف إلى أمور الفلك ومواقع النجوم وهو الأمر و الناهي والسيد المطلق فيها

3- ثلاث قلايط إلى النوخذه العادي أو (السهل) الذي لديه معرفة ليست كبيرة في بعض خطوط وطرق التجارة

4- قلاطتين لنوخذا الشراع إذا كانت السفينة كبيرة جدا وهو المسئول عن رفع الشرع و إنزالها وأدارتها حسب اتجاه الرياح

5 – المجدمي العود وله قلاطتين وهو رئيس البحرية والمسئول الأول عن السفينة أمام النوحذة.

6 – المجدمي الصغير وله قلاطة ونصف وهو مساعد رئيس البحرية

7 – السكوني وهو الذي يمسك دفة السفينة وله قلاطة ونصف وعادة يكون في السفينة أثنان إلى ثلاثة سكونية

8 – الاستاذ وله قلاطة ونصف وهو نجار السفينة وهو المسئول عن صيانتها وإصلاح كل عطب يصيبها

8 – الطباخ وله قلاطة وربع وهو الذي يطبخ الآكل ويجهزه للبحارة وهو مسئول عن مخزن الآكل في السفينة والذي يسمى (الدبوسة )

9 – وتكون هناك قلاطة واحدة لكل فرد من بقية طاقم السفينة وهم :-

ا- البحارة

ب- النهام أو المطرب

ج – المكبس وهو الذي يعزف إلى آلة العود الموسيقية ليطرب البحارة

د- الطبال وهو الشخص المسئول عن تجهيز الدفوف والطبول والتي تستخدم في إقامة ليالي السمر أثناء رحلة السفر وكذلك عودتهم ودخولهم الكويت

هكذا كان العرف السائد في المجال البحري و كان بهذه الطريقة يوزع دخل السفينة بين طاقمها

العلاقات التجارية الدولية الكويتية

النشاط التجاري البحري الكويتي لم يكن منتشرا في جميع أنحاء العالم حسب ما يعتقد البعض و إنما كان انتشاره مقتصرا علي على قارتين هما أسيا وأفريقيا وهي المناطق التي كانت تتركز فيهما تجارة الكويت الدولية حيث أن الأسطول الكويتي لم يخرج في رحلاته التجارية عن نطاق هذه المناطق إلا في حالات نادرة جدا ورحلات فردية قد يكون وصل إليها مثل المحيط الهادي فوصل إلى إندونيسيا وسنغفورا فلم نسمع في تاريخ الكويت عن وصول الأسطول التجاري الكويتي إلي مياه البحر المتوسط أو مياه المحيط الأطلسي و أنما اقتصر نشاطه الرئيسي على المناطق آلاتية :-

1- منطقة الخليج العربي

2- المحيط الهندي

3- البحر الأحمر

منطقة الخليج العربي :-

نظرا لكون الكويت تقع على الخليج فكان لابد لها أن تكون على علاقات تجارية كبيرة مع العديد من الدول التي تطل على هذا الخليج وتأتي في مقدمتها العراق وإيران حيث أن الكويت كانت دولة مستوردة لكثير من البضائع التي تنتج من هذه الدول بسبب قلة إنتاجية الكويت من المواد الغذائية وغيرها من المواد الأخرى التي تدخل في التجارة الدولية كما أن في الكويت أيضا ترتكز في تجارتها وحركتها الاقتصادية إلى تجارة إعادة التصدير التي كانت مزدهرة في تلك الأيام كانت الكويت تعيد تصدير هذه البضائع وغيرها من البضائع التي يستوردها من الدول الأخرى إلى كل الدول المطلة على الخليج بدون استثناء ولهذا أصبحت العلاقات التجارية قوية مع كل الدول المطلة على الخليج وسوف نتطرق بالحديث عن أهم الدول التي لها علاقات تجارية مع الكويت وخطوط التجارة البرية و البحرية معها

الخطوط التجارية البرية :

عندما نتكلم عن الخطوط البرية فنحن بدون شك لا نتكلم هنا عن السيارات أو الشاحنات الكبيرة المزودة بكل وسائل الراحة المهيأة للسفر للمسافات البعيدة و التي تسلك الخطوط البرية التي متوفرة اليوم و التي تربط العالم كله وليس منطقة الجزيرة العربية ولا نتكلم هنا أيضا عن طرق جيدة للتجارة الدولية مثل الخطوط السريعة التي تسير بها السيارات بأقصى سرعتها في طريق عريض ممهد با الإسفلت مزود به كل وسائل الراحة من محطات وقود و نقاط استراحة وفنادق جيدة وأسواق مركزية لا بل نحن نتكلم عن طرق برية وعرة غير مأمونة وغير معبدة موجودة في داخل الصحراء تخلو من كل مظاهر الحياة حيث لا توجد أي علامات مرورية وإرشادية تدل على الطريق اللهم بعض العلامات التي يضعها بعض المسافرين أو المعالم التي عادة ما تكون موجودة في هذا الطريق مثل آبار المياه التي تساعد على الاهتداء للطريق كما أنها نقطة تجمع ثانوية تلتقي عندها القوافل للاستراحة من عناء الطريق و للتزود بالمياه وسقاية أبلهم وعادة ما يتم اختيار الطرق التي تكون بها هذه الآبار لأهمية هذه الآبار وكانت عملية السفر هي بحد ذاتها عملية مخاطرة ومجازفة بالحياة والتي كانت كثيرا ما كانت تتعرض لقطاع الطرق الذين يقومون بسلب البضائع التجارية وسرقتها كما قد يتعرض كل من في القافلة إلى الموت في حالة تعرضهم لقطاع الطرق ونتكلم أيضا عن وسيلة النقل والانتقال وهي الجمال أو الدواب حيث يعتبر الجمل من أهم الدواب في نقل البضائع في وسط الصحراء ولكن يعيب الجمل بأن حمولته هي حمولة محدودة حيث يستطيع الجمل الواحد أن يحمل متوسط حمولة تبلغ مائتان كيلوجرام فقط ومنها نستدل أن حمولة وزنها طن واحد فقط تحتاج إلى خمسة جمال ولذلك نرى أن أي قافلة من الدواب تخرج من الكويت لا تزيد الحمولة فيها عن أكثر من خمسة وعشرين طن وهي تعادل حمولة شاحنة واحدة كبيرة ولكن حينما تكثر أعداد الجمال في القافلة يصبح من المتعذر السيطرة على هذه الأعداد الكبيرة من هذه الدواب وهذه الجمال أو الدواب كما معروف هو تسير بطريقة القوافل أي أن كل جمل يسير خلف الأخر والتي تتكون من مئات من الجمال والبغال والخيول والحمير بالإضافة إلى العديد من الحراس والذين يبلغون أكثر مائتان رجل والتي تسير لمدة أثني عشر ساعة في اليوم حيث يتخللها فترات للاستراحة والنوم وتناول الوجبات وغير ذلك من أمور حياتية وعادة القافلة تسير بمتوسط سرعة تبلغ ستة كيلومتر ونصف الكيلومتر أي أن القافلة تقطع في اليوم الواحد حوالي ثمانية وسبعون كيلومتر وهي المسافة التي تقطعها السيارة اليوم في نصف ساعة ولذلك فأن الرحلة على سبيل المثال من الكويت إلى البصرة والتي تبلغ المسافة بينهما مائة وثمانون كيلومتر فأن القافلة كانت تقطعها خلال فترة يومان ونصف اليوم و أستمر هذا الوضع إلى نهاية العشرينات من القرن العشرين حيث أخذت السيارة تحل تدريجيا محل الدواب في نقل البضائع

لقد كانت القوافل التجارية التي كانت تخرج من الكويت سواء كانت متجهة إلى العراق أو الشام داخل شبة جزيرة العرب منتظمة وتتم في مواسم معينة وخصوصا موسم الحج والذي يكون مرة واحدة في كل عام وكانت القوافل تتكون من أعداد كبيرة من الجمال يتراوح أعدادها ما بين (200- 500) جمل في المتوسط وقد يصل العدد إلى أكثر من ذلك حيث يصل العدد إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف جمل وكان كل مسافر مع هذه القافلة يدفع أجرة محددة بقدر متعارف علية يشمل أجور النقل والضرائب والمكوس الجمركية أو( الخاوات ) التي تدفع للقبائل نظير مرور هذه القوافل وسلامتها في أرض هذه القبيلة ويشترط رئيس القافلة على المسافر أن يشتري أو يستأجر جملا أو أكثر خاص به يضع علية أمتعته الخاصة مثل الخيمة وقربة الماء وبعض المأكولات الخفيفة والتي تسمى ( الزهاب ) والتي تتكون عادة من ( الحلوى والرهش والسمبوسك الحلو والدرابيل وغيرها من الحلويات المعروفة في الكويت ) كما يستأجر له هودج يقيه من التقلبات الجوية من حرارة الشمس وأشعتها أو برودة الجو في فصل الشتاء . أما الوجبات الرئيسية فهي تقدم للمسافرين من قبل القافلة ضمن الأجرة التي دفعها .

و كانت كل قافلة يرأسها رئيس له معرفة ودراية كبيرة في الطرق والمسالك البرية وعادة ما يكون الرئيس هو صاحب هذه القافلة وهو المسئول عنها وعن راحتها وأماكن استراحتها وكلمته مطلقه لا تناقش بالإضافة إلى أن هناك بعض القوافل تستخدم دليل خاص بها يعرف في اللهجة الكويتية (دليلة) هذا إذا كان رئيس القافلة لا يعرف هذه المسالك أو الطرق البرية وأشهر (دليلة )عرف في الكويت هو (بن هدبة ) حيث يضرب به المثل في معرفته في طرق القوافل البرية وكانت القوافل تخرج من الكويت بعد صلاة الفجر مباشرة يتقدمها رئيس القافلة ومعه (الدليلة)ويحيط بها من الجوانب الحرس الذين عادة ما يكونوا من الفرسان المسلحين وتسير هذه القوافل عادة طول النهار وتستريح في الليل في الأيام التي يكون الجو باردا أما في أيام الصيف حيث ترتفع درجة حرارة الجو في النهار فا عادة ما يكون مسيرها في الليل ويسمى المسير الليلي (سروة ) (يسرون في الليل ) ودائما تكون أماكن الاستراحة هي عند أبار المياه أو في مراكز الحدود أو عند قرى معينة يكون فيها خانات كانت تسمى (مسافر خانة ) والتي أقرب ما تكون إلى الفندق في وقتنا الحاضر وهذا الخان هو عبارة عن حوش أو فناء كبير تبنى في وسطه بئر ماء أو خزان أرضي للمياه وحول هذا الفناء العديد من الغرف التي يستأجرها المسافرون ويستريحون بها حيث يطبخ الأكل وتغسل الملابس ويمكثون به لليلة أو ليلتين ثم يعاودون مسيرهم إلى الجهة المقصودة لهم .هذه الخانات كانت تبنيها الحكومات أو يقوم بعض التجار ببنائها أو يتبرع بها بعض المحسنين تقربا لوجه الله تعالى .

كانت القوافل عندما تستريح في منطقة خارجية بعيدة من المناطق المأهولة فأن لها طريقة خاصة في حفظ وحماية البضائع التي كانت تنقلها من النهب والسرقة التي يتسبب بها قطاع الطرق أو غارات التي يشنها رجال القبائل في الصحراء على هذه القوافل حيث توضع البضائع في الوسط ويحيط بها حزام من الحيوانات التي كانت تحملها ثم خلف هذا الحزام توضع الخيام التي ينام المسافرون فيها بشكل دائري يحيط الكل وخلف ذلك ينام حرس القافلة المسلحون . ولهذا كان القلق والخوف على سلامة البضائع طوال كان دائما يصاحب أفراد القافلة خشية تعرضها للنهب والسرقة خصوصا إذا كانت قافلة كبيرة فيها بضائع كثيرة ولهذا تكون مغرية لقطاع الطرق للتعرض لها وسرقتها ولهذا فأن العديد من القوافل تدفع جزية أو حسب ما يعرف (الجويزة ) وهي الرسوم التي تدفع للقبائل التي تمر القوافل في أراضيها حتى تحميها من قطاع الطرق

خطوط التجارة البحرية

كانت التجارة البحرية في الكويت في الأيام الأولى من تأسيس الكويت تعتمد اعتمادا كبيرا على السفن الشراعية الصغيرة الحجم الشراعية صغيرة الحجم مثل ( الجالبوت – والشوعي والسنبوك)فلم تخرج هذه السفن الصغيرة عن نطاق مياه الخليج العربي ولكن مع نمو مدينة الكويت وتكاثر سكانها جاءت الحاجة إلى السفن الكبيرة وفي عهد الشيخ عبد الله الأول والذي حكم الكويت من الفترة (1762- 1812) شعر التجار الكويتيين بحاجتهم الماسة إلى سفن كبيرة للتجارة والتي تستطيع الخروج من مياه الخليج والدخول إلى المواني التي تتواجد في مياه المحيط الهندي ولهذا فان التاجر الكويتي احمد بن رزق طلب الأذن من الشيخ عبد الله الأول بالسماح له باستيراد الخشب من الهند حتى يبني سفينة كبيرة من البغلة تستطيع السفر إلى خارج مياه الخليج الذي أيد هذه الفكرة ومباركا لها وفعلا تم ذلك وبذلك يكون التاجر احمد بن رزق الذي وفد من مدينة الزبير وهو يمتلك الاموال الكثيرة والتي حب ان يستثمرها في التجارة مع اهل الكويت وهو يعتبر أول تاجر كويتي تكون سفينته أول السفن الكويتية التجارية التي تخرج من مياه الخليج بقصد التجارة مفتتحا الباب أمام التجار الآخرين في تقليده وبناء السفن الكويتية التجارية الكبيرة التي استطاعت الوصول إلى مواني الهند ونمى الاسطول التجاري الكويتي وكبر وذلك بتأيد حكام الكويت الذين خلفوا الحكم بعد الشيخ عبد الله الأول ونشطت الحركة التجارية البحرية حيث تمرس الكويتيون بفنون البحر وأصبح لديهم العديد من النواخذة أو الربابنة التي تقود السفن الكويتية الى أعالي البحار ويعتبر النوخذة “عبد الوهاب البراهيم” وهو من قرابة يوسف بن البراهيم المعروف في تاريخ الكويت أول نوخذة كويتي يقود سفينة كويتية الى مواني الهند ولكن لايعرف بالتحديد في أي سنة تولى قيادة السفن وأصبح نوخذة كما أصبح للكويت موسم سنوي يعرف باسم ( موسم السفر) وبدايته تسمى الدشة وتعني دخول البحر و بداية الدشة تكون في الشهر الثامن (أغسطس )ويستمر موسم السفر حتى نهاية الشهر الخامس ( مايو)ويعرف باسم الغلاق والتي تعني إغلاق موسم السفر بسبب هبوب الرياح الموسمية المسببة لهيجان البحر وعلو أمواجه والتي تعرف محليا (بالسرايات) وهي نهاية موسم السفر

وكان السفر يبداء بتوجه السفن إلى البصرة و من ثم إلى المواني العديدة في الهند مثل كرا تشي والنيبار أو الملبار وبومباي والساحل اليمني مثل سيحوت وحضرموت والمكلا وعدن البحر الأحمر وشرق أفريقيا مثل ممباسا وزنجبار وكان متوسط سرعة السفن تتراوح ما بين ( 6- 8 ) عقدة في الساعة أي ما يعادل ( 10 – 13) كيلومتر في الساعة وتتغير هذه السرعة حسب حالة الرياح وقوتها فقد تزيد سرعة السفن هذه إذا كانت الرياح قوية وسريعة فتصل في بعض الأحيان إلى (14) عقدة في الساعة وقد تنخفض إلى ما دون (4) عقدة في الساعة إذا كانت الرياح ساكنة فأن مدة السفر أو (المطراش) تتغير حسب حالة الجو ولذلك فأن البحارة قد يمكثون فترة طويلة داخل البحر فوق ظهر السفينة ولهذا فان المخاطر التي تحيط بالسفينة تزداد كلما ازدادت فترة السفر ولذلك تجد البحارة يصابون بالسأم والملل في داخل البحر وذلك تجد أن القول الذي يتردد على لسان كل بحار ( الداخل للبحر مفقود والخارج منه مولود ) ومخاطر البحر عديدة جدا ولكن أهمها على الإطلاق هي هبوب العواصف الهوجاء والتي تودي في بعض الأحيان إلى غرق السفينة وموت جميع بحارتها كما حدث في سنة 1876 والتي غرق فيها الكثير من السفن الكويتية وموت كثير جدا من البحارة ويعود سبب تلك الكارثة إلى هبوب أعاصير في المحيط الهندي وقد راح ضحيتها اغلب السفن ومن عليها من بحارة واعتبرت هذه السنة من السنوات الهامة في تاريخ الكويت وسميت تلك السنة بسنة (الطبعة) بسبب نتائجها السلبية على الحياة في الكويت حيث فقدت أغلب العوائل الكثير من أبنائها كما فقد التجار معظم سفنهم في تلك السنة بالإضافة إلى العديد من المخاطر مثل الضباب الذي يتكون وبصورة خاصة على السواحل الشرقية من الخليج حيث يتسبب هذا الضباب إلى ضياع السفن والخروج عن مسارها بسبب فقدان الرؤيا الأمر الذي يؤدي إلى إما اصطدامها ببعض الصخور البحرية وتهشم السفينة وبالتالي غرقها أو اصطدامها بسفن أخرى تكون قريبة منها أو ضياعها وفقدانها في البحر بسبب نفاذ تموينها

والجدول التالي يبين مدة السفر من مدينة الكويت إلى المدن الواقعة على المحيط الهندي بالسفن الشراعية

 

المدة التقريبية للسفر بالأيام

إلى

10 – 14 يوما

كراتشي

21 – 28 يوما

بومباي

7 – 10 أيام

مسقط

21 – 28 يوما

عدن

35- 45 يوما

زنجبار

28- 35 يوما

مقديشو

40 – 45 يوما

سيلان

15 – 20 يوما

سيحوت

14- 21 يوما

كاليكوت

40- 45 يوما

ممباسا

20 – 28 يوما

المكلا

 

 

التجارة مع المملكة العربية السعودية :

كما سبق لنا أن ذكرنا فقد تدخلت الطبيعة في شبه الجزيرة العربية في تحديد الحرف الرئيسية التي يمارسها الإنسان على هذه الأرض القاحلة ذات الندرة في المياه حيث تركزت حرفتين رئيسيتين هما التجارة الدولية وحرفة رعي الأغنام والإبل كحرف رئيسية يمتهنها الإنسان في هذه المنطقة وأشترك هاتين الحرفتين مع بعضهما الأخر وأصبحت كلتا الحرفتين تعتمد كلا منهما على الأخرى حيث تستخدم هذه الحيوانات في التجارة أما لبيع منتجاتها المتعددة أو في نقل البضائع من منطقة إلى الأخرى

وكون الكويت بحكم موقعها الجغرافي المميز والذي يقع في أقصى الشمال الغربي للخليج ووجود خليج الكويت في هذه المنطقة والذي شكل ميناء طبيعي ترسو فيه السفن التجارية القادمة من البحار العالمية فقد أصبحت الكويت هي البوابة التجارية المهمة التي تغذي شريان التجارة في هذه المنطقة حيث انطلقت منها الخطوط التجارية باتجاه العديد من المدن في داخل شبه الجزيرة العربية والعراق وبادية الشام وقد ساعد على نمو التجارة وامتداد خطوطها الدولية عدة أسباب منها :-

الوضع السياسي المستقر في داخل الكويت ووجود المشاكل السياسية التي وقعت بين أبن سعود وبن الرشيد والأخوان الوهابيين أدى إلى تحول خطوط التجارة الدولية إلى داخل الجزيرة العربية من مواني العقير والقطيف إلى الكويت

الرعاية الجيدة التي قدمها جميع حكام الكويت دون استثناء للحركة التجارية ودعمها بكل الوسائل المتاحة في ذلك الوقت مثل انخفاض الضريبة الجمركية ورعاية القوافل وحراستها

عدم وضع أبن سعود في أوائل فترة حكمه مراكز جمركية بينه وبين الكويت بسبب اطمئنانه من ناحية الكويت واعتماده عليها من الناحية التجارية وكذلك انشغاله في توطيد حكمه داخل الجزيرة العربية

لكن هذا الوضع التجاري الجيد لم يستمر طويلا إذ سرعان ما دب الخلاف بين الشيخ سالم المبارك الحاكم التاسع للكويت والملك عبد العزيز آل سعود حول تحديد الحدود بين الكويت والسعودية مما أدى إلى أن يقوم الملك أبن سعود من منع رعاياه من التوجه إلى الكويت ومنع التجارة معها في عام 1920 وفرض الحصار عليها والذي أستمر قرابة العشرين عاما الأمر الذي أدى إلى شلل التجارة بين البلدين والتي كانت يعتمد الاقتصاد الكويتي على هذه التجارة اعتمادا كبيرا وكان هذا الحصار بمثابة ضربة موجعة للاقتصاد في الكويت حيث أن العديد من تجار الكويت اصبحوا في حالة إفلاس كما أن العديد من المرافق الاقتصادية كانت شبه متعطلة

ويذكر العديد من رجالات الكويت أن من أهم الأسباب التي أدت إلى هذه المقاطعة التجارية هو رفض الكويت طلب تقدم به بن سعود في عهد الشيخ احمد الجابر من إقامة مراكز جمركية سعودية في داخل سور الكويت خوفا من أن يدعي أبن سعود في المستقبل أن هذه المراكز هي الحدود السياسية بين الكويت والسعودية الأمر الذي أغضب بن سعود وأثار حفيظته على الكويت واستمرت المقاطعة التجارية كما قلنا قرابة العشرين عاما حيث بذلت خلال هذه الفترة العديد من المحاولات لراب الصدع بين البلدين قام بها وسطاء من الطرفين لإعادة العلاقات التجارية بين البلدين إلى سابق عهدها ونجحت هذه المحاولات كما سبق أن ذكرنا في عام 1942 الأمر الذي أدى إلى عقد اتفاقية تجارية تم التوقيع عليها في 20/4/1942 من قبل الشيخ احمد الجابر والملك عبد العزيز بن سعود حيث أنشئ بموجب هذه الاتفاقية مكتب تجاري سعودي في الكويت يتولى عملية تنظيم الحركة التجارية بين البلدين

الخطوط التجارية مع المملكة العربية السعودية

الخطوط التجارية البحرية :

لم تكن الخطوط التجارية البحرية بين الكويت والمملكة العربية السعودية خطوط لها أهميتها بسبب الضهير الأرضي الشاسع الذي يفصل البحر والمدن السعودية التي تقع في الجزء الشرقي من شبه جزيرة العرب فالمدن التي كانت تطل على الخليج لم تكن بذات الأهمية القصوى حيث أنها قرى صغيرة جدا وسوقها صغير بالمقارنة مع المدن الكبيرة والمعروفة في داخل الجزيرة العربية والمسافة آلتي تقع بين هذه المدن الساحلية والمدن الكبرى هي تقريبا نفس المسافة بين الكويت والمدن السعودية الكبرى ولهذا فأن التجار الكويتيين كانوا يفضون أن تزل البضائع في الكويت ويعاد تصديرها إلى داخل الجزيرة العربية ولكن هذا لا يعني خطوط التجارة البحرية بين المدن الساحلية السعودية المطلة على الخليج منقطعة بل العكس هو الصحيح ولكن إذا ما قورنت بالتجارة البرية فأن التجارة البرية كان نشاطها أكبر وأشمل فقد كان هناك اتصال مباشر وخطوط بحرية بين الكويت و الدمام ومنطقة الاحساء وخصوصا العقير والقطيف حيث كانت السفن الكويتية تتجه إليها وخصوصا سفن القطاع والتي كانت تحمل البضائع المعاد تصديرها من الكويت المدن الساحلية السعودية

 

الخطوط التجارية البرية مع السعودية :

ثانيا – التجارة مع العراق :

ارتبطت التجارة الكويتية بالعراق ارتباطا وثيقا حيث اعتمدت الكويت اعتمادا كبيرا في تجارة البلدين ويعزى ذلك إلي موقع الكويت الملاصق للعراق الذي كان غنيا ووفيرا في إنتاجه الزراعي والحيواني ومصادر مياهه بعكس الكويت التي كانت تفتقر إلي هذا الإنتاج كما أن الارتباط الاجتماعي والعائلي بين البلدين لعب دورا أساسيا في الحركة التجارية إضافة إلي ذلك فأن حكام الكويت ساعدوا على نمو التجارة بين البلدين حيث أن القوانين الكويتية نتيجة لهذا الارتباط ساعدت على ازدياد الحركة التجارية فقد أعفت الكويت البضائع التجارية المستوردة من العراق من الرسوم والمكوس الجمركية أو أنها تأخذ رسوم رمزية في بعض الحالات على هذه البضائع كما أنها سمحت بحرية تنقل الأفراد بين البلدين بدون سمة دخول إلي أراضي كلا من البلدين ويذكر ( العم المرحوم احمد البشر ) في مقالات عن الكويت في عام 1966 عن التجارة بين الكويت والعراق فيشير إلي” أن الكويت كانت تجلب من البصرة اكثر حاجياتها كالرز (الشلب), التمر , جذوع النخل , سعف النخل , الفواكه بأنواعها كما يذكر أيضا بأن القوافل التجارية بين الكويت والعراق لم تنقطع طوال السنة كما أن هناك الكثير من التجار العراقيين يفدون إلي الكويت حيث يشترون اللؤلؤ من التجار الكويتيين وبعد ذلك يتم بيعه إلي الدول الأوربية كما أن التجار الكويتيين يتوجهون إلي المدن العراقية الرئيسية مثل بغداد والبصرة لبيع اللؤلؤ الكويتي هناك .

كما أن الأسطول التجاري الكويتي لعب دورا كبيرا في تجارة تصدير التمور العراقية إلي الخارج خصوصا الهند و دول الخليج

الخطوط التجارية البحرية مع العراق :

هناك خط تجاري بحري رئيسي واحد يربط الكويت بالعراق وهو الخط البحري الذي يسير من الكويت باتجاه الشرق من جون الكويت مرورا بين جزيرة فيلكا والصبية فالخليج العربي جاعلا جزيرة بوبيان في الناحية الشمالية من السفينة ثم ينقسم هذا الخط إلى فرعين رئيسيين الأول يتجه شمالا ويدخل إلى خور عبد الله ثم خور الزبير إلى ميناء أم قصر العراقي والخط الثاني يتجه إلى الشرق ثم يتجه شمالا ويدخل إلى شط العرب حيث يواجهه في الناحية الشرقية البر الإيراني و الناحية الغربية البر العراقي حيث أول ميناء عراقي يكون عند مصب شط العرب في الخليج هو ميناء الفاو ثم يتجه شمالا مواصلا السير في هذا الاتجاه حتى ميناء البصرة الذي يقع داخل شط العرب

خطوط التجارة البرية مع العراق :

كما ذكرنا سابقا أن هناك مخاطر في خطوط التجارة البرية وان السفر في البر ليس عملية سهلة كما نتصورها نحن في هذه الأيام إلى درجة أن قوافل بأكملها قد تختفي من وجه الأرض لعدة أسباب منها العوامل الطبيعية كا هبوب الرياح القوية مثل العواصف الرملية والتي تؤدي إلى ضياع القافلة في متاهات الطرق ونفاذ المؤونة والماء وهي من العوامل التي نادرا ما كانت تحدث بسبب معرفة التجار إلى المواسم تهب فيها الرياح أو عوامل بشرية كتعرض القوافل إلى قطاع الطرق أو هجوم القبائل البادية على هذه القوافل للسلب والنهب وهي التي كانت هي مصدر الخطر على هذه القوافل التجارية حيث كانت سلطة الدولة ورقابتها على خطوط التجارة كانت ضعيفة جدا حيث لم تتعدى عن عدة كيلومترات خارج مدينة الكويت ولهذا فأن أغلب القوافل كانت تخرج ومعها حرس خاص بها مسلح يحميها من أي هجوم مسلح قد تتعرض له في طريقها البري

وأما الخطوط البرية التي كانت تسلكها القوافل إلي البصرة فكانت كا الأتي :-

يبداء هذا الطريق من بوابة الجهرة حيث تسير القوافل في اتجاه الغرب بمحاذاة خليج الكويت أو ما يعرف (جون الكويت) إلى عشيرج والتي تسمى ألان الصليبيخات و ثم الجدادية والصليبية وأم غرة ومنها إلى الجهرة حيث تتجمع فيها القوافل و تتزود هذه القوافل بالماء من هناك ثم تنطلق من الجهرة بعد ان تستوفي كل احتياجاتها الغذائية وهي بذلك تكون مفترق الطرق حيث تفرع منها طريقان باتجاه البصرة

الأول يتجه شمالا من الجهرة إلى المطلاع ثم كراع المرو في خط مستقيم داخل الصحراء حيث تخلو هذه المنطقة من المدن أو أي تجمع سكاني باتجاه الشمال إلى الروضتين التي توجد بعض أبار المياه ومنها إلى القرعه وبعدها العبدلي ثم منطقة الشق فجبل سنام حيث تبلغ المسافة (120) كم وهي كلها مناطق صحراوية قاحلة إلى أن تصل القافلة إلى منطقة الزبير وهي أول منطقة مؤهلة بالسكان بعد الجهرة حيث تتزود القبائل بالماء من منطقة الادريهمية في الزبير وتترك القافلة الزبير حيث تتجه إلى البصرة وتقطع القافلة هذه المسافة خلال يومين أو ثلاثة أيام على أكثر تقدير

والثاني يتجه من الجهرة شرقا إلى الصبية حيث يسير في بر قضي على الشريط الساحلي أو ما يسمى بالخويسات إلى أن يصل إلى قصر الصبية ومنها يتجه الطريق شمالا إلى منطقة المغيرة حيث القوافل تتزود بالماء من الآبار العذبة في هذه المنطقة ومنها شمالا أيضا إلى الرفجية ثم إلى الصبرية التي يوجد بها أيضا أبار مياه عذبة هي أبار حقيجة ومن ثم إلى أم قصر حيث يتجه الطريق غربا إلى أم نقا التي بها أبار مياه عذبه ومنها إلى صفوان ومن ثم شمالا إلى مدينة الزبير والبصرة في أخر المطاف .

أما الطريق الثالث والاخير أيضا يخرج من الجهرة في اتجاه الشمال إلى المطلاع ويتجه منها إلى الشمال الشرقي حيث يمر هذا الطريق في منطقة الزقلة ومنها إلى القرعة ومن ثم إلى الياه والباطن حتى يصل إلى أبار القشعانية والتي تقع إلى الجنوب الشرقي من صفوان بمسافة (15) كيلومترثم تتجه القافلة إلى صفوان باتجاه الشمال الغربي ومن ثم إلى الشمال ويكون جبل سنام الى الغرب من الطريق في أتجاهها إلى مدينة الزبير ومن ثم شمالا إلى البصره وتستقرق فترة الرحلة كما ذكرنا سابقا يومين أو ثلاثة أيام على أكثرتقدير

الكلمات والمفردات الكويتية

كل لغة من لغات العالم لها مصطلحات تستخدمها في أستخداماتها اليومية وهذه المصطلحات تتغير وتتبدل مع مرور الزمن نظرا لحتكاكها مع العالم وتتبدل هذه المصطلحات بمصطلحات جديدة قد تكون أجنبية أو أن تكون متطور تتلائم مع الوضع القائم الجديد وهذا ما قد حصل فعلا مع مفردات اللهجة الكويتية حيث ان هناك العديد من الكلمات والمفردات قد تبدلت وأستخدم بدلا منها مفردات جديدة جائت مع التطور الزمني وكذلك وفود بعض الجاليات العربية إلى الكويت وأستقرت فيها والتي أحتكت مع المواطنين الكويتين وتأثرت بهم وتأثروا بها حيث أستخدمت بعض مفردات لهجات هؤلاءالوافدين بدلا من الفردات الكويتية القديمة واصبحت هذه المفردات والمصطلحات الجديدة هي جزء من اللهجة الكويتية الحديثة

وقد كتب الاستاذ أيوب حسين الايوب كتاب عن اللفاظ الكويتية في كتابه( من كلمات أهل الديرة ) الذي نشرالطبعة الاولى منه في عام 1997 بعض المصطلحات الكويتية التي كانت تستخدم ولايزال يستخدم بعضها إلى وقتنا الحاضر .

ولكننا هنا سوف نذكر بعض المفردات وليس كلها و التي لاتسخدم حاليا أو التي أندثرت و التي لا يعرفها الجيل الجديد أو الشباب ولكن لايعرفها إلا كبار السن من الكويتيين وسوف نورد هذه الكلمات هنا دون أستخدام التسلسل الابجدي

وهذه الكلمات هي :-

قلاطة : سهم مشاركة

مكلماني : مترجم

تتن : تبغ السجاير

شتري: شمسية

عترمي : أستخدام القوة

صميل: قربة ماء

كراني : كاتب

سلقي : ممحاة السبورة

أمعطن : ذو الرائحة النتنة

يجثوح : يدخن السجائر

شيت او شيتين : رجل أو رجال

بطيخة : سرير النوم

يدردب: ياكل كثير

يثعور: كثير الدخان

جبخه: خطوة رجل

جدوه : نظر العين

حيد : ذو الرأي السديد

حوقل : الرجل المتوسط في السن

خربنكه : غير السوي في التصرف

خريطة : كيس الفلوس

البروة : ورقة براءة الذمة

كبشكان : السندرة الموجودة في غرفة النوم

سكربين : حذاء المرأة

دبابة : حذاء المرأة

مقحام : قفل خشبي مستطيل الشكل للباب

صنطوانه : عمود خشبي لحمل سقف الليوان في البيت

منده : عمود من الحجر لحمل سقف البيت

مسقف : جسر مغطى يصل بين بيتين بينهم طريق

صيري سلم خشبي يستخدم للصعود الى كبشكان

جعيده : حارس السفينة

يجعص: يعجز عن الحمل

ماغوطه: نوع من أنواع الحلويات

لابه: مجموعة من الناس

يقلط: يتقدم في الدخول

خندريس : التمر التالف أو غير صالح للأكل

مكبس : عازف العود

دنبلان : نوع من أنوع الليمون

الواردة : مدفع الافطار

كروة : أجرة

ششمة : النظارات

بينباغ : ربطة العنق

جيتاية : الغترة

الدباب: السجن

ملمص : خطاف لاخراج الدلو إذا سقط في البئر

يثور : يطلق النار من البدقية

خابط : الماء العكر أو الغير صافي

دنع أو دنيع : ليست له عزة نفس

يزبن : يلتجاء إلى مكان أمن

دندرمه : البوظة أو الايسكريم